لم يكن يحتمل المزيد ممّا يصدر عن الجار الغربي، بعد أن ضرب المغرب بكل الأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار عرض الحائط، متنكرا للتاريخ المشترك بين البلدين وأواصر الأخوة بين الشعبين، عندما انخرط في مشروع استهداف الجزائر بما في ذلك التزام وزيره للخارجية الصمت الغادر، لما تهجم وزير خارجية الكيان الصهيوني على بلادنا من أرض المغرب التي يرأس ملكها لجنة القدس الشريف.
قبل ذلك، صدر عن ممثله في الأمم المتحدة تصرف جسد من خلاله قمة الغدر والخيانة والتنكر للتاريخ لما نشر وثيقة تدعو لضرب الوحدة الوطنية للشعب الجزائري وآخرها تورطه بأيّ شكل من الأشكال في مؤامرة إحراق الغابات عن طريق أدواته العميلة «الماك» و»رشاد».
انغماس المخزن في مشروعه الشيطاني بعد أن باع ما تبقّى في سجل الدفاع عن القضية الفلسطينية وتورط إلى العنق في مشروع احتلاله للصحراء الغربية (قضية في عهدة الأمم المتحدة) وما اتصل بذلك من عدوان على شعب مسالم ونهب خيراته والاتجار في المخدرات، أمر جعله في عزلة تامة، زاده تأزما انهيار الاقتصاد وتأليب الرأي العام الداخلي، ليسعى مجردا من كل القيم في مشروعه الانتقامي الدفين، توجه يرفضه الشعب المغربي نفسه كما عبرت عنه عديد الأصوات الحرة.
حقيقة كما وصفه رمطان لعمامرة، تحوّل المغرب وقد أعمته نزعته التوسعية وتعنّته في التنكر للقانون الدولي إلى منصة رخيصة تستعملها قوى عدائية ضد الجزائر، طمعا في تأييد احتلاله للصحراء الغربية، يفرط من أجل ذلك بكل ما يملك بما فيه شرف الأرض، التي ناضل من أجلها أسلاف من يحمل عن غير جدارة لقب أمير المؤمنين، تحولت بلادهم إلى مرتع للصهيونية ووكر لمخططاتها الإجرامية والتجسّسية، مسألة لا تحتمل ومن ثمة تُواجه بحلّ جذري وحاسم عنوانه، قطع العلاقات.
طيلة عشرات السنوات وبلادنا تتحمل تبعات تصرفات وممارسات الجار الغربي، فلقد وضعت الجزائر دائما في الصدارة مبادئ حسن الجوار والتعاون والتضامن مع الشعب المغربي الذي يعاني من تداعيات خيارات دولته وقد تجاوزت الخطوط الحُمر، أمر صنفها في خانة المتآمرين، بعد أن سقطت آخر الأقنعة وبئس المصير.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.