ينشغل العالم هذه الأيام بالتطورات المحفوفة بالمخاطر التي تشهدها أفغانستان، حيث عادت التجربة السابقة المريرة لترسم في الأذهان سيناريوهات سيئة ومتشائمة، على إثر وقع التفجيرات الإرهابية الأخيرة وأغلبية المتتبعين استعادوا ما مرت به المنطقة من توتر واضطراب أمني حتى بات التفكير والمنطق يركزان على تأثيراته المباشرة وغير المباشرة على العديد من البلدان في حالة بروز تهديدات انفلات أمني جديد وربما عثور جماعات الموت الإرهابية على موضع قدم في أرض لم يتمكن أمهر مهندسو الحروب ببلد العم سام من ترويضها.
لا أحد; اليوم; يمكنه تخيل حجم المفاجآت أو ما هي الأحداث التي يخبئها المستقبل القريب لافغانستان ودول المنطقة، على خلفية أن أي خطر يعصف بهذا البلد الثري الذي ينام على احتياطيات ضخمة من المعادن النفيسة، ما يجعل أمنه وتماسكه واستقراره في قبضة المجهول بسبب عودة التفجيرات الإرهابية التي هزت كابول ومعها قلوب الافغانيين وحولت أنظار الجميع نحوها بعد تبني تنظيم داعش الدموي للجريمة، وهذا من شأنه أن يثير العديد من التساؤلات.. هل تسرعت واشنطن في الانسحاب من أفغانستان؟.. وهل كابول مرشحة لأن تتحول إلى بؤرة عنف جديدة ومستنقع يستقطب الجماعات الإرهابية التي فرت من سوريا والعراق؟
إن أخطأت أو أصابت أمريكا بالانسحاب الذي لم يكن مفاجئا لأن التواجد الطويل لقواتها طيلة عقدين من الزمن لم يتمكن من إرساء الأمن الحقيقي الذي تختفي معه التهديدات الإرهابية والإجرامية الدموية، وقد يعتقد البعض أن عودة خطر الإرهاب إلى أفغانستان بعيد عن العديد من الدول الغربية لكن خطر الإرهاب واحد يهدد العالم ولعل أحداث 11 سبتمبر التي طالت الولايات المتحدة الأمريكية درس قوي يفرض تكاتف المجموعة الدولية لمنع تفريخ الإرهاب مرة أخرى بأفغانستان وناهيك عما ينتج من نازحين وضحايا وتدهور للظروف المعيشية ويفجر أزمات إنسانية العالم في غنى عنها.
بالرغم من أنه لم ينقض الأسبوع الثاني عن عودة طالبان وسيطرتها على البلاد، ظهر الأفغانيون في حيرة كبيرة من أمرهم ينتابهم الخوف على حياتهم ومستقبل أطفالهم، فالإرهاب يتمدد نحوهم والبنوك ما تزال مغلقة دون مؤشرات واضحة على إعادة فتحها بعد أن نفدت سيولتها مع انهيار للنظام المصرفي بعد النظام السياسي والخوف الأكبر من تهديدات الانهيار الأمني الذي يحول الحياة إلى جحيم.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.