النتائج الطيبة التي حققها الرياضيون الجزائريون في الألعاب البارالمبية بطوكيو، تدعو جدّيا إلى ضرورة إعادة النّظر في استراتيجيتنا الرياضية؛ ذلك أن ممثلي الألوان الوطنية، سمحوا لاسم الجزائر أن يكون في الثلث الأول من قائمة ترتيب الميداليات، وقد حصلوا – لحدّ الآن – على ذهبية وفضيّة وثلاث برونزيات، في مقابل الأولمباويين (ديالنا) الذين لم يحصلوا حتى على حديدة صدئة، وعادوا بخفيّ حنين وأحذيته وطرابيشه، والكارثة أنهم جعلوا من الجزائر البلد الوحيد في العالم، الذي لم يحصل على أية ميدالية.. وأخرجونا من التظاهرة صمّا بكما عميا.. ولم نسمع بعد ذلك لوما ولا عتابا، اللهم إلا بعض (التبرير) و(التكعرير) الذي لا يضيف شيئا..
وها هم البارالمبيون يصنعون البهجة.. ميداليات منوّعة، وحضور مبهر في مختلف التّخصصات، وحتى الرياضيين الذين لم يحصلوا على ميداليات، قدموا عروضا في المستوى، ولكنها ضربة حظ تخون، ولحظة خاطفة تسرق الحلم الجميل..
السؤال الذي ينبغي أن يطرحه صانعو استراتيجية الرياضة في بلادنا، هو التالي:
لماذا نجح البارالمبيون، وأخفق غيرهم؟!
لا ندّعي أننا نحيط علما بكلّ خفايا القطاع، ولكنّ الظاهر والمتعارف عليه، وما لا ينتطح فيه كبشان، هو أن الفساد الشامل ينخر قطاع الرياضة، كما نخر القطاعات الأخرى، وواضح أن شبه الأولمبي، مضمار يصعب أن يمرّ إليه الأحباب والخلاّن والأقارب والأصهار، وليس من سبيل إلى الحصول على تأشيرة مشاركة في الأولمبياد الشبيه، إلا بالخضوع لشروط لا تتحقّق دائما في (ديوان الصالحين)، وعلى هذا، يكون البارالمبيون جميعا رياضيين أكفاء قادرين على تحمّل مسؤولياتهم، وتشريف الألوان الوطنية.. وهؤلاء هم أهل الاحترام والتقدير، أما جماعات الأولمبياد، فهؤلاء هم الواصلون، ولقد حققوا نتائج مبهرة في ترقية السياحة، وحصلوا على ميداليات من (أورو ودولار) صرفوها بالهناء والشفاء..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.