أطلقت الجزائر 12 ألف مشروع رياضي قبل أكثر من عشر سنوات، في 48 ولاية، على أمل استلامها في فترة تتراوح بين 24 و30 شهرا.
برمجت الجزائر مشاريع بناء ملاعب كرة قدم بمقاييس عالمية في عدد من الولايات، قبل أكثر من عشر سنوات، لإعطاء نفس جديد لكل الفروع الرياضية وتحسبا لاحتضان الجزائر منافسات قارية.
مدة إنجاز المشاريع، من المفروض، لا تتعدى 30 شهرا، بعد الدراسات الأولى، ولكن بعضها لم يُسلم إلى اليوم.
يتحدث مسؤول كبير سابق، في وزارة الشباب والرياضة لـ“الشعب الرياضي”، عن عراقيل كثيرة تحول دون انجاز مشاريع رياضية في الجزائر.
يقول مصدرنا إن “إجراءات المراقبة والبيروقراطية تعطل انجاز المشاريع الرياضية، ولكن يستحيل الاستغناء عنها، لأن الغاية منها هي المراقبة الدقيقة وتفادي الرشوة”.
ملعب براقي و”الأموال الإضافية”
مشروع ملعب براقي انطلق في 2009 بغلاف مالي 380 مليون دولار، نموذج لمجموعة مشاريع قيد الإنجاز منذ عقد من الزمن.
اختيار مكان بناء الملعب لم يكن صحيحا، ودراسة المشروع كانت خاطئة، واتضح قبيل الشروع في البناء وجود مجرى مائي تحت الأرضية.
وحسب مصدرنا، استعين بمكتب دراسات اخر، واضطرت الشركة المكلفة بالإنجاز للحفر وتغيير مسار المجرى المائي تحت الارضية المخصصة للبناء.
وكلفت هذه الخطوة أموالا إضافية وضيعت الكثير من الوقت للشروع في بناء الملعب، الذي تتسع مدرجاته إلى 40 ألف متفرج.
واضطرت الشركة المنجزة لإجراء تغييرات على مواضع في المشروع نهاية 2018 لتتطابق مع معايير الاتحاد الدولي للعبة.
وأوضح مصدرنا أن المخطط الذي اعتمدت عليه الشركة المنجزة يعود الى 2008، ولم يعد مطابقا لمعايير الـ “فيفا”.
وطوال مدة انجاز مشاريع ملعبي براقي وتيزي وزو، تضاعفت التكلفة ثلاث مرات، خاصة مع ارتفاع اسعار مواد البناء.
12 ألف مشروع دفعة واحدة
أطلقت الدولة 12 ألف مشروع رياضي قبل أكثر من عشر سنوات موزعة على 48 ولاية، على أمل استلامها في فترة تتراوح بين 24 و30 شهرا.
وحسب مصدرنا، سُجلت هذه المشاريع لدى الولاة، وليس في وزارة الشباب الرياضية، وكان نصيب كل ولاية 250 مشروعا.
ضعف وتلاعب..
“مديريات مراقبة المشاريع والاستثمارات في بعض الولايات ليست قوية، ويصعب عليها الاهتمام جيدا بهذا الكم الكبير من المشاريع في نفس الوقت”، مثلما يقول محدثنا، ويضيف : “بعض الشركات الأجنبية لا تستقدم العدد الكافي من اليد العاملة، وهو ما لا يسمح بالعمل بوتيرة عالية”.
ملعب 5 جويلية استثناء
في سبتمبر 2013، قررت وزارة الشباب والرياضية غلق ملعب 5 جويلية، بعد هلاك مناصرين لاتحاد الجزائر في “درابي” عاصمي، جراء سقوطهما من المدرجات.
يقول مصدر “الشعب الرياضي” إن وزارة السكن العمران هي التي تكفلت بمشروع إعادة تهيئة المدرجات.
وتشكلت لجنة مشتركة بين وزارتي السكن والشباب والرياضية، لمتابعة عمل شركة صينية فازت بالصفقة.
وانطلقت الأشغال في مارس 2014، وانتهت الأشغال به نهاية 2016، كما كان منتظرا.
ملعب الدويرة هدية الرئيس لمولودية الجزائر
أهدى عبد المجيد، رئيس الجمهورية، ملعب الدويرة لمولودية الجزائر، بمناسبة احتفال النادي العاصمي بمئويته في 7 أوت الجاري.
أعلن رئيس الجمهورية في لقاء صحفي يوم 8 أوت، عن وضع ملعب الدويرة، الذي لا يزال قيد الانجاز تحت تصرف إدارة المولودية.
وقال عمار براهمية، رئيس مجلس إدارة المولودية، في تصريح صحفي، إنه فرح كثيرا بقرار الرئيس تبون، وسيستعين بخبراء عالميين لتسيير الملعب باحترافية.
وانطلقت أشغال بناء الملعب في 2010، و لكنه لم يسلم إلى اليوم، مثل بقية الملاعب الكبرى.