بعد سنة شاقة مرت بها بلادنا تخللها بروز عديد الأزمات، بدأ بانتشار سلالات متحورة لفيروس كورونا المستجد وما نتج من تداعيات، أبرزها ما عرف «بأزمة الأوكسجين « التي سُوّيت، ناهيك عن مخلفات العصابة كأزمة السيولة في مراكز البريد، وكذا افتعال ما عرف بأزمة الزيت في أعز شهر رمضان الفضيل، لكن بمجرد تحرك أجهزة الدولة والضرب بعصا الرقابة اختفت تلك الأزمات الظرفية، غير أنه سرعان ما طفت إلى السطح أزمات داخلية أخرى هي أكثر خطورة لكونها تهدف لضرب استقرار ووحدة الجزائر وتماسك شعبها، وقد أثبتت التحقيقات الأولية ضلوع أعداء الجزائر في حرائق الغابات التي شهدتها عديد الولايات والتي خلفت خسائر مادية وبشرية كبير.
لكن على الرغم من ذلك استطاعت الجزائر التغلب على هذه الأزمات والخروج منها بسلام رغم كيد الكائدين. ولعلّ ما يؤكد ذلك تلك الصورة الجميلة التي رسمها الجزائريون من خلال الإسراع لمساعدة إخوانهم المتضررين، ناهيك عن عدم تقصير الدولة الجزائرية في تلبية احتياجاتهم وتعويض المتضررين من هذه الكوارث المفتعلة.
اليوم ونحن على أبواب الدخول الاجتماعي الجديد لا بد من إعداد العدة والاستعداد لدخول ناجح، ولن يتأتى ذلك إلا بالتسلح بإرادة خالصة يجسدها المخلصون في مواقعهم، وبالتالي القدرة على تحمل المسؤولية لأن حجم الأمانة ثقيلة وتستدعي التشمير على السواعد.
إن زمن «البريكولاج» انتهى، فالمدارس والمعاهد والجامعات مطالبة بالعودة إلى مكانتها الأساسية، بل أكثر من هذا مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية العالمية، كل ذلك من أجل ضمان تكوين وتأهيل عالي للإطارات في جميع المجالات والقطاعات بهدف خدمة المصلحة الوطنية.
حجم الرهان اليوم كبير جدا بالنسبة للجزائر والجميع مطالب بمضاعفة الجهود والعمل أكثر فأكثر في جميع القطاعات وعلى كافة المستويات، كل ذلك من أجل التغلب على الأزمات والمشاكل والتحديات الداخلية والخارجية، ولن يتأتى ذلك إلا بإعداد العُدّة لذلك.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.