مهرجان الأهداف الذي متّعنا به الفريق الوطني، أمسية الخميس، يؤكد – مرة أخرى – بأنّ النتائج التي يحققها بلماضي، منذ تولى قيادة الفريق، ليست مجرد صدفة عابرة، ولا ضربا من الحظ، فالرجل يشتغل وفق استراتيجية محكمة، ويعمل كل ما بوسعه كي يحقّق أهدافه.
بلماضي ليس ساحرا، ولا يستعين بالعفاريت والدّجالين، كما يفعل كثيرون، وإنما هو صاحب مهنة، لاعبا ممتازا، ومدربا متميّزا، إضافة إلى انضباطه مع المعايير التي تفرضها مهنته، وانشغاله التام بمنهجيته في العمل، وحرصه على ترقيتها من خلال البحث الدؤوب عن الأسماء التي تستحق الانضمام إلى الفريق، ولقد اشتغل على هذا إلى درجة إنه تمكّن من إعداد ثلاثة فرق كاملة لفريق واحد، ولا تختلف الفرق فيما بينها في المستوى ولا في طريقة الأداء، ولا في صرامة التعامل مع الواجب..
بلماضي لا يعتمد على المعريفة، ولا يتسامح مع الأخطاء مهما كانت، فالمنهج لا يستقيم إن كان يتقبل الأخطاء، كذلك الحال مع المكانة في الفريق، فهذه لا يضمنها (عربون المحبة) ولا (الوفاء بالدين) ولا حتى الانصياع لرغبة (الوالدة)، وإنما يفرضها مبدأ الكفاءة وحده، بعيدا عن (التوصيات) و(المداهنات) و(شوف لي اخديمة للطّفلْ)..
بلماضي.. لا يغشّ في تصريح، ولا يتصنّع في تحليل، فهو يقدّم الواقع دون (ماكياج)، ويتحدث بصراحة تربك كثيرين من الذين تعوّدوا على منهج (الكاسكروط)، وأسلوب (ادهن السّير)، وواضح أن سلوك بلماضي هذا، يدل دلالة واضحة على معرفته الواثقة بمجال شغله، وإحكامه لتقنياته؛ لهذا، يتعامل بمنتهى الوضوح، ولا يحتاج من يزين له عمله.. نتائجه وحدها تتحدث عنه، وتشرح مستواه العالي..
صراحة.. نحتاج إلى بلماضي في كل الإدارات، ونحتاج إلى بلماضي في كل المؤسسات، ونحتاج إلى بلماضي في كل أنحاء الحياة.. فالحياة منهج ورؤية، وليست شعارات وكلامولوجي..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.