بين جنبات الروح تسكن آلام وآهات كل واحد منا، في تلك الزاوية المعزولة عن الآخرين حتى أولئك الذين يملكون جوازا «ديبلوماسيا» لدخول المنطقة «المحظورة»، لأنها جزء مهم لم تعبّد طريقه لسنوات، فبين تفاصيله جوهر لا يعرفه غيرنا، لذلك تترجم سلوكياتنا غالبا هذه الاسرار «الروحية» لتُظهر جزءا منها حتى وان اجتهد الواحد منا وبذل قصارى جهده لتمويه حقيقة أو اخفائها أو تشويش «صورتها» حتى يبقى كثير منا كما وصفه الفلاسفة «الكائن المجهول».
كمجتمع، نحاول دائما الولوج الى المنطقة المحظورة في مهمة «تجسس» على الآخر لنشر عيوبه أو أسرار حياته غالبا ما تكون سلاحا فتاكا لكسر من كان هدفا في زاوية تصويب «مسدسنا»، ولن تكون الذخيرة أو الرصاصات المستعملة سوى « شرف» أو «نسب» أو «خطأ»، وان لم توجد ذخيرة حية يستعمل المصوب «الرصاص البلاستيكي» وهي عبارة عن أكاذيب «ينسجها» شخص «مبدع» في كتابة قصص خيالية، لدرجة بلوغها الحقيقة الكاملة عند متلقيها.
ولأننا تعودنا تصديق كل شيء لعدم وجود معيار نقيس به الحقيقة، فكما ضرب السفسطائيون فضيلة سقراط بجعل الانسان مقياسا لكل شيء، ضرب «المقلد» أو «المزور» الحقيقة بادعاءات كاذبة يكفي التصريح بها لتصديقها، ولعله السبب في تحول مواقع التواصل الاجتماعي الى فضاء لنشر «غسيل وسخ « للأشخاص، في حرب قذرة يقف وراءها من لا يملكون القوة حتى لمواجهة خصومهم وجها لوجه.
وبصفتنا أحد المجتمعات «الذكورية» يفضل كثير ممن اتصفوا بالخسة اللجوء الى أحد الأسلحة الفتّاكة بسبب انها تصيب الهدف حتى وان علم الجميع بزورها وتلفيقها، فـ»الشرف» أو «المرأة» غالبا ما تكون نقطة ضعف أي فرد من المجتمع، لذلك يلجأ لا أقول الضعيف بل الخسيس – خسة ودناءة نفسٍ تعكس هشاشة شخصية «رامي السهام»-، الى «عورة» المرأة من أجل تمرير سمومه لضرب رجل ذنبه الوحيد انه صاحب مبادئ.
لذلك وجب علينا تعليم أبنائنا المعنى الحقيقي للشرف فكما قال أحمد الرطيان «الشرف يا ولدي ليس في الجسد كما يظن أهل الشرق، الشرف في الكلمات والوعد والعمل والحب، لا تكن شريفاً في أمر ما وأقل شرفاً في أمر آخر، كن شريفاً في كل أمور حياتك».
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.