جدد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير سفيان ميموني، بنيويورك التأكيد على التزام الجزائر ودورها في تعزيز السلم والاستقرار على الصعيدين القاري والعالمي والتي تعتبر من المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية الجزائرية.
بمناسبة المنتدى السنوي رفيع المستوى حول ثقافة السلم، في إطار تنفيذ إعلان و مخطط عمل الأمم المتحدة، سلط السفير سفيان ميموني، أمس الثلاثاء،الضوء على مفهوم السلم كمبدأ راسخ ومتجذر في ميثاق الأمم المتحدة.
و في كلمته بمناسبة هذا المنتدى, شدد الدبلوماسي الجزائري على “دور الجزائر في تعزيز السلم والاستقرار على الصعيدين القاري والعالمي ، وكذلك دورها كمفترق طرق الحضارات التي طالما ارتبطت بترقية ثقافة السلم والحوار في كنف المجتمعات والأمم”، مما يبرز الحاجة إلى ترقية السلم من أجل الاستمرار في توجيه عمل المجتمع الدولي.
وذكّر ميموني بأن الجزائر تعد “مرجعا في ترقية حوار الاحترام بين الأمم و دولة مصدرة للسلم والاستقرار تضع هذه المفاهيم كمبادئ أساسية للسياسة الخارجية الجزائرية”.
وأوضح في هذا الإطار أن الجزائر التي تواصل تعزيز تعاونها مع دول الجوار، لا سيما دول الساحل، قادت وساطة في مالي توجت بالتوقيع على اتفاق السلم والمصالحة الوطنية.
كما تواصل جهودها لتعزيز الحوار بين الليبيين، بهدف تمهيد الطريق لتسوية سلمية للنزاعات في المنطقة.
واستشهد السفير في هذا الصدد بمبادرة الجزائر ضمن الأمم المتحدة التي مكنت بإعلان يوم 16 مايو “يوما دوليا للعيش معا في سلام” بهدف تعزيز قيم العيش معا في سلام و التسامح و التعايش السلمي و التفاهم والاحترام المتبادل وتكريسها.
و أشار إلى الديناميكية الديمقراطية التي تدعمت بغية ترسيخ قيم التعايش الأصيلة مع تعزيز دولة القانون و احترام حقوق الإنسان و الحريات الأساسية و ترقية حقوق الإنسان و مكانة المرأة و الحفاظ على تلاحم المجتمع الجزائري و تماسكه.
و جدد ميموني التأكيد على تمسك الجزائر بالتعاون و التضامن الدوليين الضروريين في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات متعددة الاشكال منها جائحة كوفيد 19 و الفوارق و الفقر و خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف العنيف مذكرا بان هذه الجائحة اظهرت اهمية ترقية اكبر لثقافة السلم كوسيلة لضمان تلاحم المجتمعات و التعايش السلمي بغية تجسيد أهداف التنمية المستدامة.
و رافع الديبلوماسي من اجل تعزيز مبدأ التعددية من خلال التعاون الدولي الفعال و الشراكات متعددة الأطراف، وأكد على ضرورة عمل ملموس تقوم به كافة الدول و الأطراف الفاعلة من اجل تحقيق ثقافة السلم مع القضاء على الأسباب العميقة للنزاعات، سيما من خلال تصفية الاستعمار و مكافحة التطرف العنيف و القضاء على الفقر و ترقية الحكم الراشد و دولة القانون.
و خلص السفير بالقول انه “في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى إعادة بناء نفسه بعد جائحة كوفيد-19 وإصلاح الأمم المتحدة وتنفيذ أجندة 2030, فان المجتمع الدولي مدعو إلى إرساء أسس سلم مستدام مرتكز على الشعوب بالاعتماد على مقاربة شاملة لتعزيز السلم”.