تسجل وحدة علاج الزهايمر بالبليدة عشرة مصابين جدد بالزهايمر يوميا، وتقبلهم للعلاج في مصالحها، وتحصي الجزائر أكثر من 200 ألف حالة في هذا المرض، الذي يتزازد في البلاد.
توفر وحدة علاج الزهايمر بالبليدة، وهي الوحيدة على المستوى الوطني، العلاج النفسي والطبي للمصابين بهذا المرض ممن يقصدونها من مختلف الولايات.
أوضحت البروفيسور سهيلة أمالو، في تصريح لوأج عشية الاحتفال باليوم العالمي للزهايمر المصادف للـ21 سبتمبر من كل سنة، أن تماثل المصابين بالزهايمر للشفاء “أمر غير ممكن” لأنه يصيب خلايا المخ التي تتأثر أيضا عند التقدم في السن، غير أن هذه الوحدة الطبية تضمن التكفل الطبي والنفسي بهم لتفادي تدهور حالتهم ومساعدتهم على التكيف مع نمط الحياة الجديدة.
وأضافت المتحدثة أن هذه الوحدة الأولى والوحيدة من نوعها على المستوى الوطني بمستشفى فرانس فانون تستقبل كل يوم نحو عشرة مصابين جدد، سبعة منهم عادة ما يكونوا قد بلغوا مراحل متقدمة من المرض ما يجعل العلاج أو التخفيف من حدته “أمر مستحيل”.
وبحكم تجربتها الطويلة في هذا المجال، أكدت الطبيبة المختصة أن المعدل العمري للمصابين بهذا المرض يتراوح بين 65 و85 سنة، النسبة الأكبر منهم نساء، لافتة إلى أن جل المرضى الذين يقصدون هذه الوحدة رفقة عائلاتهم تجاوزوا مرحلة التجاوب مع العلاج.
وبهدف وصول المريض في بداية إصابته للمستشفى والتشخيص المبكر للمرض، دعت الطبيبة المختصة كل شخص يلاحظ ظهور جملة من الأعراض أو التصرفات غير المألوفة على والديه أو فرد من أفراد عائلته بالرغم من بساطتها إلى التقرب في أسرع وقت ممكن من المصالح المختصة لاكتشاف المرض وإخضاعه للعلاج.
أعراض الزهايمر
ومن بين أبرز أعراض بداية الإصابة بالمرض، فقدان القدرة على التعبير لفظيا عن فكرة معينة تدور في ذهنه، مع صعوبة القيام بأنشطة اعتاد الشخص القيام بها، إضافة إلى عدم تذكر وقائع قريبة الحدوث على غرار المعلومات المكتسبة حديثا، وهو ما يؤثر على نفسية المريض، فضلا عن ظهور علامات العصبية والغضب غير المبرر.
وفي حالة عدم تلقي الرعاية الصحية في الوقت المناسب، تقول المتحدثة، تتدهور الوضعية الصحية للمريض، الذي يصبح مصدر قلق للمحيطين به بسبب ظهور اضطرابات في سلوكياته العادية كعدم القدرة على تذكر عنوان منزله أو رقم هاتفه وحتى التعرف على ذويه وفقدان القدرة على التواصل معهم.
التنبيه الذاكري
وبخصوص العلاج المقدم للمريض، كشفت البروفيسور أمالو أن البروتوكول العلاجي الذي يخضع له المرضى تحت إشراف فريق طبي متخصص في الطب النفسي والعصبي، يتضمن العلاج الطبي بوصف أدوية للتخفيف من أعراض الأرق والإكتئاب والقلق، إضافة إلى التنبيه الذاكري الذي يعد مرحلة مهمة من مراحل العلاج.
وتعتمد هذه الطريقة التي يتم تطبيقها على المرضى من خلال تشكيل مجموعات والقيام بألعاب تفكيك وإعادة تركيب مجسمات بالإضافة إلى ممارسة أنشطة متنوعة لتنشيط الذاكرة كلعبة الشطرنج والرسم.
ويولي القائمون على هذه الوحدة أيضا أهمية بالغة لمساعدة عائلات المرضى خاصة المقربين منهم على التعايش مع وضعيتهم الجديدة التي تحتاج عناية ومعاملة خاصة وهذا من خلال عقد لقاءات دورية تجمعهم بالأطباء النفسانيين.
وحسب البروفيسور أمالو، أهم عامل يساهم في استقرار الحالة المرضية هو وجود عائلة المرضى بقربهم وعدم تركهم بمفردهم لفترات طويلة بالإضافة إلى تفادي العصبية في التعامل معهم أو الضغط عليهم في حالة عجزهم عن تذكر حدث معين أو القيام بنشاطات اعتادوا القيام بها.
وتنصح الطبيبة المختصة عائلات المصابين بهذا المرض، بالمحافظة على الروتين اليومي المنتظم للمريض للحد من تشويشه وتفادي الفوضى قدر الإمكان داخل المنزل فضلا عن تكليفهم بمهام بسيطة يستطيعون القيام بها ما يولد شعور الرضى على أنفسهم والتقليل من حدة الاكتئاب لديهم.
نحو 200 ألف مريض
وفي مسعى لضمان التكفل الأمثل بأكبر عدد ممكن من المرضى المصابين بالزهايمر الذين يقصدون هذه الوحدة من مختلف ولايات الوطن كونها الوحيدة على المستوى الوطني، عبرت البروفيسور أمالو عن أملها في استكمال تجهيز هذه المنشأة الصحية بالعتاد الضروري في أقرب الآجال لا سيما فيما يتعلق بقاعة إعادة التأهيل الوظيفي التي تحتاج إليها فئة هامة من هؤلاء المرضى.
يذكر أن عدد المرضى المصابين بالزهايمر على المستوى الوطني بلغ نحو 200 ألف مريض سنة 2018 وهو عدد تضاعف في السنتين الأخيرتين، وفقا للمتحدثة، وهو ما يستدعي توفير مختلف الإمكانيات المادية والبشرية للتكفل بهذه الفئة من المرضى.