بعد نحو قرن من الزمن على وعد بلفور، عرضت الإدارة الأمريكية الحالية، بالتشاور مع أطراف عربية – حسب مصادر إعلامية وسياسية عديدة- رؤية جديدة لتسوية القضية الفلسطينية دأبت وسائل الإعلام على وصفها بصفقة القرن وهي في الحقيقة «صفعة القرن»، هذه الأخيرة، باتت أكثر استخدامًا وانتشارًا لوصف الجهود الأمريكية في التوصل إلى اتفاق سلام كحل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي خلال العامين الماضيين، وانتشر المصطلح في وسائل الإعلام المحلية والدولية وعلى لسان قيادات سياسية ونخب فلسطينية وعربية، دون معرفة حقيقية ورسمية بدلالاته ومضامينه وبنود الصفقة التي يتم الترويج لها، في حين الطرف الوحيد المتحكم بغموض الصفقة ودلالتها هو الجهات الرسمية الأمريكية – الصهيونية التي بدأت بالحديث عنها ضمنيا بعد تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، نهاية 2016، والذي أعلن عنها مباشرة في خطاب سابق؛ وفيما بعد انتشر هذا المصطلح بشكل واسع، بتسميات مختلفة من المؤيدين والمعارضين مثل : «صفقة الحل النهائي»، و»صفقة القرن»، و»صفقة ترامب»، « وصفقة الصفقات»، « والصفقة الإقليمية الكبرى»، «وصفعة القرن»، و»مؤامرة القرن»، وأعلنت الإدارة الأمريكية عدة مرات أنها ستطرح هذه الصفقة، وحدّدت مواعيد لذلك مثل خريف 2017 وشتاء وربيع 2018، إلا أنّ الصفقة لم تطرح بشكل رسمي حتى نهاية أكتوبر 2018.
وعلى الرغم من أننا لسنا أمام صفقة تاريخية تقدّم حلولاً ناجعة أو مقبولة لأطراف الصراع مع العدو الصهيوني والمنطقة الاقليمية، وإنما نحن أمام محاولة جديدة لتصفية قضية فلسطين ونهب ثروات شعوب المنطقة مرة أخرى على غرار الصفقات التاريخية السابقة، سايكس بيكو وسان ريمو. إلا أنّ بعض البلدان العربية بحسب تسريبات أمريكية /صهيونية باركت «صفعة القرن» وشرعت في التفاوض سرا مع كوشنير، ولعل أهم بوادر القبول بالصفعة الإعلان عن انطلاق قطار التطبيع من بعض الدول العربية نحو محطة الكيان الصهيوني، كل ذلك على حساب حق الشعب الفلسطيني الأبيّ في تقرير مصيره.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.