أخبار مفزعة تحملها أمواج المتوسط تلفظ جثامين شباب ذهبوا ضحايا سراب يروجه تجار الموت، بتحالف مع تنظيمات أجنبية تستهدف ذخيرة الأمة ألا وهي الشباب قوة المواجهة في نزال عولمة لا تترك مجالا إلا وحركت أدواتها محاولة استنزاف الطاقات الوطنية، حالمة بتعطيل مسيرة نهضة شاملة، قوامها الإنسان الجزائري متشبعا من تاريخ السلف الرمز، عنوانه جيل نوفمبر.
صحيح توجد مشاكل ونقائص، الكل يقرّ بها لكنها لا ينبغي أن تكون مبررا لاستمرار ظاهرة “الحرقة” ومن ثمة التعاطي معها بمقاربة أكثر شمولية قوامها توسيع نطاق الاهتمام بالشباب وفقا لمسارات حددها الرئيس تبون خلال لقاء الحكومة مع الولاة، مشددا على ضرورة أن ينفتح المسؤول التنفيذي المحلي على محيطه عبر وسائط رقمية تختصر الزمن وتقطع دابر “الوساطات”، فيروس الإدارة ومغذي الفساد.
الوقت لأن تعيد الإدارة المحلية ومن ورائها الدوائر الوزارية تصحيح معادلة التواصل بنبرة اقتصادية واجتماعية قائمة على مشاريع ذات جدوى ضمن معايير تنتج قيمة مضافة قاطرتها الذكاء والمبادرة، لاستقطاب آلاف الشباب العاطل عن العمل وحامل الأفكار والمجهز بإرادة النشاط في وسط يستجيب للتطلعات ويُقبل حقه في الحلم بمركز اجتماعي لائق، مسألة ترتبط بالنموذج الجديد للنمو، الذي يقع إنجازه بالسرعة والجودة على كافة الشركاء.
في هذا الصدد، يبرز الدور الذي يتحمله أيضا المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بعد تنصيب تركيبته الجديدة أول أمس من أعلى هيئة في الدولة، كفضاء واسع لنقاش مفتوح على كل التوجهات من أجل ان يثمر تصورات لحلول تنهي مشكلات تبين أن جانبا منها وراء تنامي ظاهرة تؤلم كافة الشعب الجزائري وهي في صميم برامج التنمية التي كلما تجسدت على أرض الواقع بتلك الروح المنفتحة على ثروة الأمة وهي الشباب كلما أمكن كسر أمواج الهجرة إلى المجهول.
ولعل الانتخابات المحلية المسبقة المقبلة تكون موعدا لمصالحة الإدارة والأحزاب مع الشباب، بفتح المجال للترشح والمرافقة في إدراك عالم الحياة بكل جوانبها، ومن ثمة يتحقق تجديد المناعة الوطنية، حتمية مطلوبة لدرء كل خطر محدق بالبلاد، يبقى الشباب سلاحها الفتاك في وجه مؤامرات تحبك في دوائر الاستعمار الجديد وأذنابه.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.