أحييت جمعية مشعل الشهيد ذكرى المجاهد الفقيد محمدي السعيد المدعو “سي ناصر”، بالتنسيق مع المتحف الوطني للمجاهد بمقر هذا الأخير أمس .
وصف المتدخلون في هذا اليومـ الفقيد بالشخصية التاريخية التي تمتلك استيراتيجية حرب وفلسفة في كيفية إدارة الصراع مع العدو الفرنسي سياسيا، عسكريا ودبلوماسيا ، داعيين إلى إبراز البعد الإنساني لهذا الرجل وسلوكه مع أبناء الشهداء وتبليغ رسالته إلى الأجيال الصاعدة.
وأكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة في كلمة ألقاها نيابة عنه ممثل الوزارة عبد الحفيظ خلاف، أن تكريم المجاهد الفقيد محمدي السعيد الذي عين أول وزير للمجاهدين بعد الإستقلال من أنبل الواجبات وهي تثمين لنضال الراحل وجهوده في خدمة الوطن بعد الإستقلال ، وأن تكريمه هو تكريم لقوافل الشهداء والمناضلين المخلصين إبان الثورة التحريرية.
واضاف الوزير:” نعلق أمالا على أجيال المؤرخين الوطنيين الموضوعيين لترسيخ الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية”.
ودعا المدير العام للمتحف الوطني للمجاهد مراد وزناجي، إلى التعاون والتنسيق خدمة لتاريخ أمتنا وحفاظا على ذاكراتنا.
الدكتور قاسمي: سي ناصر حث على ثوابت الأمة والمحافظة على الإسلام
واستعرض الدكتور زيدان قاسمي من جامعة البويرة، المسيرة النضالية للفقيد بالقول أن هذه الشخصية التاريخية جديرة بالدراسة وما أحوجنا لإستلهام الكثير من الدروس والعبر منها، ويؤكد أن سي ناصر حافظ على شخصيته المتزنة منذ إنضمامه إلى الحركة الوطنية إلى غاية وفاته في 6 ديسمبر 1994.
وأوضح الدكتور زيدان أن المرحوم ولد بتاريخ 27 ديسمبر 1912 بقرية أتفراح بالأربعاء ناث إيراثن، هذه المنطقة انجبت خيرة أبناء الأمة وقد عاصر شخصيات في المنطقة ، ويؤكد أن محمدي السعيد كان يمتلك استيراتيجية حرب ذات خبرة واسعة بوضعه خطة شجاعة جدا وهي الجوسسة المضادة وذلك لإحباط عملية العصفور الأزرق سنة 1955 بعد أن حاولت الإدارة الإستعمارية اختراق الثورة بالولاية التاريخية الثالثة. وقاد عدة معارك ثم انتقل إلى مركز القيادة الشرقية الذي أنشأته الثورة سنة 1958، حيث ساهم كثيرا في التدريب والتحكم في تمرير السلاح.
وقال الأستاذ الجامعي، ان الفقيد عين مرتين وزيرا بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
وأشار الباحث إلى أن مراسلات محمدي السعيد تحمل التوجيه وحث الجنود على الانضباط داخل المجتمع والجيش، وشدد على وحدة الصفوف والقيادة والتنسيق بين الولايات.
وأبرز المتحدث أنه من ملامح شخصية محمدي السعيد هو الحث على ثوابت الأمة والمحافظة على الإسلام والصلوات الخمس قبل وأثناء وبعد الثورة ، وكان يحذر من الفوضى التي قد تؤسس لما هو أخطر فيما بعد. حيث حظي ببصيرة واستشراف للمستقبل، ويشير إلى أن الخطاب الأخير لسي ناصر سنة 1967 مؤثر جدا يظهر شخصيته الثابتة والداعية إلى الوحدة الوطنية.
ويذكر صديقه شريف أوبترون أن الفقيد اهتم كثيرا بأبناء وأرامل الشهداء وكان سلوكه إنساني معهم وتوجهاته كانت فكرا وممارسة وكان يؤمن بالجزائر الموحدة. وللإشارة كرمت عائلة الفقيد .