عودة المفاوضات حول الملف النووي الإيراني قريبة وأكيدة، ولاشيء يلوّح في الأيام المقبلة سوى مؤشرات إيجابية ستجنح فيها إيران إلى جانب الدول الغربية، «القوى الخمس»، التي تعد طرفا في طاولة الحوار إلى مسار واضح لإنهاء الخلافات القائمة التي سببت انسدادا جعل من التوافق مستحيلا، في ظل إصرار طهران على رفع العقوبات التي أنهكت منظومتها الاقتصادية وتجاوز حرب الانتقادات التي تثقل وتبطئ من تسجيل خطوات متقدّمة تحسم في هذا الملف الذي استحال طيّه رغم الجولات الماراتونية السابقة.
طهران تسير بثقة ورؤيتها لتفكيك كل الألغام التي تعثر التفاهم حول الملف النووي بدت أكثر نضجا ووضوحا في ظل تمسكها بدعوات رفع العقوبات لاستكمال الخطوات الأخيرة لطّي الملف النووي الذي قطع فيه المفاوضون، منذ بداية الحوار، شهر أفريل إلى غاية توقفه في جوان، رغم أن هاجس الدول الغربية على رأسهم واشنطن التشبث وإثارة المسألة الأساسية المتمثلة في مراقبة القدرة النووية الإيرانية ومنع إيران من تسجيل أي تقدّم نووي إيراني والحد من إمكانياتها في هذا المجال.
القوّة مستبعدة في ظل تفاؤل العديد من المفاوضين والضغط الشديد قد يكون له منحى عكسي يفتح الباب لمزيد من التوتر الذي يفضي إلى جمود وتنمية خيارات الصراع الذي سيضّر باستقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، من جهتها إيران على لسان رئيسها الجديد تدّعم استئناف المفاوضات وتتوق لإنقاذ الاتفاق المبرم حول برنامج طهران النووي المتوقفة، ومتمسكة برفع العقوبات، فمن يكون صاحب المبادرة التي تقطع الشك باليقين، في ظل تفضيل بايدن للغة الحوار وبدائل الدبلوماسية عن الحروب ومعارك العالم في غنى عنها.
يراهن لرؤية انفراج وتحقيق أهداف الحوار المنتظرة، إتباع المسار الدبلوماسي المطوع لكل ما هو مستعصي.. فهل ستوافق إيران بعد جهود كبيرة التوقف عن تطوير برنامجها النووي السلمي الذي قطعت فيه أشواطا معتبرة؟.. وماذا تحضر الولايات المتحدة الأمريكية لوفد رئيسي جديد؟..وهل فعلا موقف بايدن مختلف عن توجهات وقناعات ترامب؟.. استفهامات سيتم الإجابة عنها خلال جولات مقبلة لن تكون أسرع ولا أسهل من الجولات السابقة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.