بصعوبة كبيرة استطعنا تجاوز موجات كورونا، وذلك بفضل تضافر جهود الجميع.
صحيح أنّ المؤسّسات الاستشفائية بأطقمها الطبية وشبه الطبية تلقّت ضغطا كبيرا، خاصة في الموجة الأخيرة للجائحة، وقد حاولت قدر الإمكان أن تنقذ المصابين بالفيروس بالرّغم من نقص الامكانيات على غرار الأكسجين.
لكن إلى متى تبقى المؤسّسات الاستشفائية تعمل بدون تخطيط واستراتيجية استباقية لمواجهة ليس هذا الفيروس، الذي يتوقّع بعض الخبراء في علم الفيروسات أنّه سيختفي.
ومن بين المشاكل التي تعرفها المؤسّسات الاستشفائية، ويعاني منها المرضى الوافدون إليها مشكلة “التوجيه”، عدد كبير منهم يمضون أوقاتا طويلة ما بين المصالح يحملون وثائقهم الطبية وهم يبحثون عن المصلحة التي تستقبلهم، خاصة وأنّ معظمهم من كبار السن، ولا يحسنون القراءة.
هذا الوضع يجعلهم يعانون تعبا كبيرا وإرهاقا، بالإضافة إلى المرض الذي جاؤوا يطلبون الشّفاء منه.
مشكلة “التّوجيه” هذه تسبّبت كثيرا في تضييع ملفات المرضى وفقدان أثرها في أدراج عتمة، وهذا ما يعاني منه المرضى خاصة كبار السن، الذين هم في حاجة ماسة إلى مرافقة، وتقديم شروحات حول حالتهم والمصالح التي تتكفّل بهم.
من الضّروري أن يوضع “مسار” للملف الطبي، ليسهل الأمر للمريض والطبيب المعالج، حتى لا يضطر هذا الأخير طلب نفس الوثائق في كل مرة، وتزداد فاتورة التّحاليل المخبرية وصور الأشعة التي أصبحت كل الحالات لا تشخّص إلاّ بها، أي أنّها تتضمّن معلومات دقيقة تساعد على تحديد معرفة المرض.
هذه وغيرها من المشاكل العديدة والمتعدّدة التي تعيشها الصحة، تتطلّب الإسراع في الإصلاحات التي طال الحديث عنها، ولم يتحسّس نتائجها المريض من خلال حسن الاستقبال، التوجيه والتكفل، حيث ما تزال معاملة المريض في المستشفيات دون المستوى، والخدمات الصحية لا ترتقي لتطلّعات المرضى، الذين أصبحوا يبحثون عن ابتسامة في الاستقبال قبل طلب العلاج، الذي يستدعي تكوينا للعاملين في هذه المصلحة.
هي مشاكل لا تعد ولا تحصى..فمتى “تشفى” الصّحة من عِللها؟
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.