يعرف المشهد الإعلامي المحلي بولايات الجنوب، نشاطا غير مسبوق، تعزز بإنشاء عدد من المؤسسات الإعلامية، اتخذت من مدن داخلية مقرّا لها.
ويوحي تعدد العناوين الجديدة بتوجه نحو تدعيم الخدمة الإعلامية الجوارية وتمكين المواطن في الجزائر العميقة من إيصال صوته ونقل انشغالاته.
وفي كل من ولايتي ورقلة وتقرت، انطلقت بعض التجارب الفتية عبر عناوين صحف ورقية، يجمع القائمون على عدد منها، ممن تحدثت إليهم “الشعب ويكاند”، على أن الهدف من استحداث هذه المنابر الإعلامية هو توفير مساحات أكبر تعنى بالشأن المحلي.
من بين هذه التجارب جريدة “الواحات اليوم”، التي صدرت أول نسخة منها، خلال شهر مارس من السنة الجارية 2021، وشجع على انطلاقها، كما ذكر رئيس تحريرها، علي بن جدو خليف، انفتاح السلطات العمومية على الصحافة الوطنية بالجزائر الجديدة، التي تخص الشباب بالتحديد ودعمهم بإنشاء مؤسسات إعلامية، يسيرها أصحاب مهنة الصحافة.
وقال في نفس السياق: “إن الخطاب العام للدولة والمتعلق بإيلاء أهمية وعناية خاصة بالمناطق الداخلية ومناطق الجنوب أو ما بات يعرف بمناطق الظل، صاحبه إتاحة الفرصة لعناوين جديدة ومؤسسات إعلامية من عمق هذه المناطق، وهو ما سيساهم – دون شك – في تعزيز مفهوم الخدمة الإعلامية وتكريس العمل الجواري، الذي سيتيح للقرى والمناطق النائية والمعزولة أن تأخذ حقها من الإعلام”.
وتهتم هذه الجريدة، بحسب محدثنا، بانشغالات سكان الجنوب بالدرجة الأولى، خاصة ما تعلق برفع مشاكل ونقائص مناطق الظل، حيث يهدف القائمون عليها إلى تنوير الرأي العام المحلي والفئات الاجتماعية، عبر صفحتها الورقية وكذا النسخة الإلكترونية التي يسعى قسم التحرير من خلالها إلى مواكبة التطورات التكنولوجية وما يشهده العالم من نهضة.
وفي جريدة أخبار المدينة، التي تصدر من ولاية تقرت، يسعى طاقم الجريدة الشاب الذي ينشط عبر عدة ولايات، منها تقرت، الوادي، ورقلة، غرداية، الأغواط، أدرار، تمنراست، إيليزي، بسكرة وعدة مناطق من الوطن، لترقية الخدمة الجوارية للإعلام المكتوب والإلكتروني.
كما يطمح فريق العمل إلى توسيع نشاط المؤسسة بفتح إذاعة وتلفزيون عبر الويب، بحسب ما أشار إليه رئيس التحرير إبراهيم عبد القادر، مردفا “إن جريدة أخبار المدينة امتداد لشغف خدمة الإعلام وحرية الرأي، هدفها نقل انشغالات السكان في كل القرى والضواحي بالجنوب والمناطق التي لا تصلها التنمية”.
في نفس السياق، أضاف المتحدث، “رغم انعدام الإشهار، إلا أن الرسالة سامية خدمة للوطن والمواطن، خاصة ووطننا يتعرض لعديد الهجمات ومن شتى الجهات وتطبيقا لنظرية الوظيفية البنوية في الإعلام، لا يمكننا سوى الاصطفاف مع بناء الجزائر الجديدة التي نأمل أن يأخذ فيها المواطن حقه من التنمية ويؤدي واجبه الوطني والإنساني”.
كما أشار في تعليقه على مدى مساهمة تنوع وتعدد العناوين الإعلامية في تعزيز مساحات حرية الرأي والتعبير، إلى أن انطلاق عمل جريدة أخبار المدينة الجزائرية من جديد، ناجم عن المساحة الكبيرة من الحرية التي تمنحها السلطات في الجزائر، وفق القانون والأحكام ودون التجنّي على الآخرين وتطبيقا لما يسمى بحق الرد دائما وبالاعتماد على العمل بالمصدر الموثوق والمسؤول.
وتعد جريدة “القافلة” أيضا، إحدى هذه التجارب الإعلامية التي تخطو خطواتها الأولى، انطلاقا من مقرها بولاية تقرت. وهي يومية، كما أوضح مسؤول النشر ورئيس التحرير، رشيد شويخ، تهتم بأخبار الجنوب، تضم عدة أقسام، بإجمالي عدد صفحات يصل إلى 16 صفحة وعدد نسخ يقدر بـ(2000) ألفي نسخة، تصدر يوميا عن مطبعة ورقلة، كما تملك الجريدة موقعا إلكترونيا أيضا.
وتتضح، كما أكد شويخ، أهمية إصدار هذه الجرائد والتي يقدر عددها حاليا بـ9 جرائد يومية، تصدر في ولايات الجنوب، في أن بعض المناطق، عانت من نقص التغطية الإعلامية لأسباب، أهمها بعدها عن مراكز المدن الكبرى، نظرا لشساعة الرقعة الجغرافية وتباعد المسافات.
وأوضح هنا، “هذه الجرائد، تعيد اكتشاف مناطق وتنقب عما فيها من مشاكل ومعاناة أهلنا في الجنوب، كما أنها تظهر وتخرج للعلن كنوزا ظلت مدفونة تحت الرمال وتثمنها وتعطي لها القيمة التي تليق بها، ليس أمام الجزائريين فحسب، بل أمام من يطلع على هذه الجرائد، من خلال مواقعها على الأنترنت”.