المدرسة الخاصة، التي شغلت الناس جميعا مطلع تسعينيات القرن الماضي لجدّتها في ذلك الوقت، ولاقترانها باسم مثير للجدل آنذاك (مليكة قريفو).. ذابت في سباق البحث عن «أمكنة تربوية» لأطفال الجزائر، في زمن اكتظاظ الفصول والمدارس.
في السنوات الأخيرة، زاد الطلب على مثل هذه المدارس لدى الطبقة المتوسطة والتجار والميسورين وأصحاب المهن الحرة مثل المحامين والصيادلة والأطباء وغيرهم، إلى درجة صار فيها السؤال المطروح بين هذه الفئات مع كل دخول اجتماعي، بشكل آلي، هو: في أيّ مدرسة خاصة سجّلت ابنك؟ وليس السؤال التقليدي المفاضل بين المدرسة العمومية والمدرسة الخاصة..
ومع ذلك، سرعة اكتساح المدرسة الخاصة لجيوب كثيرين من الباحثين عن «مستقبل أفضل» لأبنائهم، لم توازها سرعة مماثلة في التحصيل العلمي.
ويسجل كثيرون من أولياء تلاميذ هذه المدارس الخاصة نفس الملاحظة، في المدة الأخيرة.
الملاحظة تقول إنّ معلّمي وأساتذة المدارس الخاصة يُعطون التلاميذ عددا كبيرا من الفروض المنزلية، لدرجة تُشعر أولياءهم أنّهم هم من يشرفون ويدرّسون الأولاد، وليس أساتذتهم، الذين من خلال هذه الملاحظة، يظهرُون أقرب إلى «منسّقين» بين التلاميذ والفصول أكثر من أساتذة تقع على عاتقهم مسؤولية تأهيل أجيال لمهن ودراسات مستقبلا..
التركيز على هذه الملاحظة في أحاديث أولياء تلاميذ المدارس الخاصة، هذه الأيام، يوحي أنّ الانزعاج أكبر من مجرد إحساس بأداء دور الأستاذ في البيت من كثرة الفروض المعالجة يوميا، إلى ما يشبه الانتباه إلى «تحوّل» غير طبيعي في دور وأداء المدارس الخاصة.. أو الأصح، في دور أساتذة في مدارس خاصة، حتى لا نعمم، ونقع في محظور، ملاحظة أخرى، مطلعها: ليس كل أخضر حشيش، وليست كل المدارس الخاصة.. خاصة في تدريسها، طالما أنّ مناهج التدريس هي نفسها في المدارس العمومية والخاصة. ولكن.. التنبيه واجب في مثل هذه الحالات، التي قد تقلب سبورة الأستاذ على مستقبل عقول، لا تعترف بخطوة إلى الأمام وخطوات إلى الخلف..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.