ستكون ثورة التحرير واستقلال الجزائر محور فعاليات المؤتمر التاسع للدراسات التاريخية، الذي ينظّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة.
وكشف المركز أن المؤتمر، المبرمجة فعالياته السنة المقبلة، سيتمحور حول «الثورة الجزائرية في ذكرى انتصارها الستين: إعادة قراءة لمسارها، ومكانتها، وما تراكم من سرديات عنها».
كما أعلن ذات المركز على موقعه الرسمي بدءَ استقبال المقترحات البحثية للمؤتمر، وذلك إلى غاية منتصف نوفمبر الداخل.
وتنظم أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر الدراسات التاريخية، يومي 28 و29 ماي من السنة المقبلة، والتي اختير لها موضوع: «الثورة الجزائرية في ذكرى انتصارها الستين: إعادة قراءة لمسارها، ومكانتها، وما تراكم من سرديات عنها».
وبتنظيمه هذا المؤتمر، يسعى المركز إلى التصدي لموضوع الثورة الجزائرية ومآلاتها بالدراسة والتحليل، حيث يعتبر منظمو التظاهرة أن «مرور ستين سنة على انتصار الثورة الجزائرية يمكن أن يوفر مسافة زمنية كافية، من شأنها أن تسمح للباحثين بتناول موضوعي ومثمر لمسارات هذه الثورة وتلمس حضورها؛ بوصفها ظاهرة تاريخية فريدة، استحقت أن تحظى باهتمام الباحثين والمثقفين العرب لاستقراء أحداثها وتحليل معطياتها ورصد أبعادها والوقوف على نتائجها وانعكاساتها، المحلية والإقليمية والدولية».
ويضيف ذات المصدر، أن الثورة الجزائرية كانت «كفاحا وطنيا ومدا ثوريا للقضاء على نظام استعماري استيطاني فرنسي، واستبداله بمشروع وطني قائم على منظومة اقتصادية واجتماعية وثقافية تقدّمية. ولم تكن ظاهرة محلية أو إقليمية فقط، بل كانت حدثًا جللاً في المنطقة العربية والعالم برمته؛ فقد كانت لها تداعيات على حركات التحرّر في العالم الثالث، فحظيت بمكانة مركزية فيما عرف بـ»مشروع تصفية الاستعمار».
ودعا المركز الراغبين في المشاركة في المؤتمر إلى إرسال مقترحاتهم وفق مجموعة من النواظم: حيث تستقبل لجنة المؤتمر المقترحات البحثية (نحو 700 كلمة)، مرفقة بسيرة ذاتية محدّثة للباحثة/ الباحث، باللغة العربية أو الإنكَليزية، في مدة أقصاها 15 نوفمبر المقبل.
من جهة أخرى، يتعين أن تتوافر في المقترحات البحثية، المواصفات الشكلية والمعيارية الأساسية للمقترح البحثي، على غرار إشكالية البحث وقضاياه الأساسية وفرضياته، والمنهجية والأطر النظرية التي يستعملها، فضلًا عمّا يمكن أن يُعدَّ جديدًا من الإضافات البحثية على مستوى المعالجات والمقاربات أو النتائج، مع قائمة المراجع والمصادر التي جرى اعتمادها. ويشترط أن يتعلّق البحث بموضوع المؤتمر ومحاوره، حيث تمّ تحديد أربعة محاور رئيسية، يدرس المحور الأول منها «خصوصيات الثورة الجزائرية ومسارها التاريخي»، أما المحور الثاني فيتعلق بـ»الدروس المستخلصة من الثورة الجزائرية»، ويسلّط المحور الثالث الضوء على «الإشكاليات التي تطرحها الثورة الجزائرية في ضوء التجربة التاريخية»، فيما يركّز المحور الرئيسي الرابع والأخير على «الأدبيات التي تناولت الثورة الجزائرية وطبيعة السرديات المتعلقة بها». ونشير هنا إلى أن الورقة المرجعية للمؤتمر (التي يمكن تحميلها من موقع المركز) تذكر مجموعة من المحاور (الفرعية) وعددها 50 محورا، قد تكون أكثر تحديدا ودقة من المحاور الرئيسية المذكورة.
وتُستقبَل الأبحاث التي وافقت لجنةُ المؤتمر على مقترحاتها (6000 – 9000 كلمة)، مراعيةً مواصفات الورقة البحثية الشكلية والموضوعية التي يعتمدها المركز العربي في كتابة الأوراق البحثية، على نحو تكون فيه قابلةً للتحكيم، وأصيلةً؛ لم تُنشَر سابقًا، لا كليًّا ولا جزئيًّا، وذلك في موعد أقصاه 15 مارس من السنة المقبلة.
للتذكير، فإن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات «مؤسّسة بحثيّة فكريّة مستقلّة للعلوم الاجتماعية والإنسانية؛ النظرية والتطبيقية». تأسس عام 2010 بوصفه مؤسسة أكاديمية عربية مقرها الدوحة، وله فرع يعنى بإصداراته في بيروت، كما افتتح فرعين إضافيين في تونس وواشنطن. ويرتبط المركز بمذكرات تفاهم وتعاون علمي مشترك مع عدة مؤسسات بحثية وجامعية عربية وأجنبية. وأسس المركز مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، وما زال يشرف عليه بالتعاون مع مجلسه العلمي، كما أسس «معهد الدوحة للدراسات العليا». ويصدر المركز كتبًا محكمة ودوريات علمية، كما يعقد مؤتمرات أكاديمية في مواضيع متعلقة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية.