أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، اليوم، أن استعمار الجزائر يختلف بشكل كبير عن الاستعمار الذي تعرضت له باقي الدول.
وأوضح قوجيل في محاضرة ألقاها بندوة برلمانية تاريخية بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الـ67 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 في مجلس الأمة، أن الجزائر تعرضت إلى استعمار استيطاني وإبادة شعب أعزل.
وجدد قوجيل التأكيد على ما كشف عنه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من استشهاد أكثر 5 ملايين جزائري، موضحا أن هذا العدد تؤكده الإحصائيات التي تشير أن عدد الجزائريين تقلص إلى غاية الاستقلال.
وأشار أن اندلاع الثورة كان في جميع ربوع الوطن ووقعت 34 عملية في ليلة واحدة مست كل القطر الجزائري.
وأكد قوجيل على أهمية اعطاء أهمية لمعركة الجرف (ولاية تبسة) من طرف المؤرخين ومسؤولي قناة الذاكرة وغيرهم، لأنها من أكبر المعارك في بداية الثورة.
وأضاف أن هناك من أراد تعويض بيان أول نوفمبر بوثيقة مؤتمر الصومام، مؤكدا أن الموتمر منبثق عن وثيقة أول نوفمبر 1954.
وأعتبر أن المحطات التاريخية تتكامل مع بعضها، معترفا بوجود خلافات عميقة أثناء الثورة لكن تم تجاوزها ولم تكن هناك حساسية أو جهة تدخلت في الشؤون الداخلية لقادة الثورة.
وكشف قوجيل أن شارل ديغول لما تفاوض مع الجزائر، فهو أراد بذلك إنقاذ فرنسا، مشيرا أن الثورة الجزائرية أنقذت الشعب الفرنسي.
واعتبر أن الجيش مرتبط بالوطن والشعب، وسيبقى سليلا لجيش التحرير، مؤكدا أن الماضي “إذا لم نربطه بالحاضر لن نصنع المستقبل”.
وأوضح أنه لابد أن “نكون واعين، فهذه المرحلة تتطلب الوحدة، فإما نكون أولا نكون”.
وقال قوجيل “انتصرنا على الاستعمار بفضل الوحدة الوطنية، لابد للشعب أن يكون غيورا على وطنه”.
تفاصيل “تسمية” الجيش بالوطني الشعبي
وروى رئيس مجلس الأمة المجاهد صالح قوجيل، التفاصيل المرتبطة بأصل تسمية “الجيش الجزائري” بالجيش ” الوطني الشعبي”.
وكشف أنه في مؤتمر طرابلس 1962 تم الاتفاق على إعادة هيكلة الجيش وجبهة التحرير في وثيقة.
وأضاف أنه تقرر عقد اجتماع ببوسعادة حضرها قيادات النواحي العسكرية الأولى، الخامسة والسادسة، ناقشوا خلالها قرارات مؤتمر طرابلس.
وأشار أن من بين النقاشات الطويلة كانت حول تسمية الجيش فكان الاجماع على أن يكون سليلا لجيش التحرير وتمت تسميته بالجيش الوطني الشعبي.
وقال إن اختيار هذه التسمية كان لكي يبقى له ارتباط بالشعب والوطن، ولا توجد دولة في العالم سمت جيشها بهذا الاسم.
وأوضح أن الجيش الوطني الشعبي هو سليل جيش التحرير يبقى متمسكا بالشعب، له دور نبيل وهو المحافظة على البلاد والوطن والحدود والسيادة.