ررست باخرة الجزائر 2، بميناء الجزائر العاصمة، أمس، قادمة من مدينة أليكانت الإسبانية، في أول رحلة عودة بعد تطبيق الحجر الصحي، كان على متنها حوالي ألف مسافر من مختلف الدول الأوروبية و243 سيارة.
وكان في استقبال المسافرين وفدا من لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني بقيادة رئيسها محمد هاني، الذي استمع لانشغالات الجالية ووقف على ظروف استقبالهم.
وتأخرت الرحلة عن موعد وصولها للميناء، حيث كان من المنتظر أن تصل لميناء الجزائر العاصمة في حدود السابعة صباحا، لكنها لم تصل إلا بعد حوالي ثلاث ساعات عن موعدها، لترسو في ظروف حسنة، ميزها التنظيم المحكم واحترام صارم للتدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
وضمت الباخرة التي تتسع لـ1300 مسافر طاقما طبيا سهر على صحة المسافرين، الذين تمكنوا من السفر بعد إظهار شهادة فحص “بي.سي.آر” سلبي، وبعد النزول من الباخرة تم إلزام المسافرين بالخضوع لتحليل اختبار سريع للكشف عن فيروس كورونا، بسعر يتراوح بين 3500 دينار و4500 دينار على عاتق المسافر.
وكانت لباخرة الجزائر 2 رحلة يوم الخميس 21 أكتوبر الجاري من ميناء وهران باتجاه مدينة أليكانت، تدخل في اطار استئناف نشاط المؤسسة الوطنية للنقل البحري، حسب برنامج وضعته وزارة النقل لتسهيل عملية تنقل المواطنين نحو مختلف الوجهات الدولية.
وبعد انتظار حوالي ثلاث ساعات بدأت الباخرة تظهر في حدود 10:28 على بعد 400 متر من رصيف الميناء، لتنطلق سفن صغيرة نحو السفينة من أجل توجيهها نحو المسار المناسب لترسو في حدود 10:55 دقيقة، ليبدأ سماع زغاريد وأصوات مسافرين عبروا من خلالها عن سعادتهم بالوصول لأرض الوطن.
بعد ذلك وصلت حافلات تابعة للمؤسسة الوطنية للنقل البحري وتوقفت أمام الباخرة، لنقل المسافرين إلى مكان إجراء اختبار سريع الكشف عن كورونا، ليفسح المجال بعدها للسيارات الموجودة بالباخرة لتتجه هي أيضا نحو مكان إجراء الاختبار.
ولم تأخذ هذه الإجراءات مدة طويلة بفضل مجهودات رجال الشرطة والجمارك وكذا الأطباء، الذي قاموا بمجهود كبير لتسريع عملية إجراء الاختبار، حيث اقتحمت “الشعب” المكان المخصص لذلك، ووقفت على تجند كبير للأطباء وتجاوب من طرف المسافرين.
محمد هاني: الاستقبال كان على العموم جيدا
وأكد محمد هاني رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني في تصريح لـ”الشعب”، أن زيارته للميناء تدخل في إطار الوقوف على استقبال الجالية الوطنية بعد 15 شهرا تقريبا من الغياب.
وأضاف أن الاستقبال على العموم كان جيدا من جميع الجوانب، خاصة بالنسبة للتدابير الاحترازية، متفهما غضب البعض من التأخر في بعض الإجراءات، معللا ذلك بالظروف الصحية التي تتطلب صرامة في التعامل مع الوضع.
وأضاف أن خضوع المسافرين لفحص “بي.سي.أر” فرضته منظمة الصحة العالمية على جميع المسافرين، مشيرا أن السلطات الجزائرية تعمل على تخفيف الإجراءات رغم صعوبة الظرف الصحي، الذي فرض ضغطا الجميع خاصة عناصر الجمارك والشرطة، التي لم تستقبل باخرة منذ مدة.
وأعترف هاني بوجود نقائص أثناء استقبال المسافرين على مستوى الميناء، أرجعها لصعوبة التحكم في العدد الكبير للراكبين الذي تجاوز الألف، إذ ـ حسبه ـ من الصعب التحكم في ذلك، مشيرا أن هذه الإجراءات تحدث في جميع الدول وعلى جميع المسافرين تفهم ذلك.
وقال إنه رغم ذلك فهو راض على المجهودات التي تبدل من أجل توفير الراحة للمسافرين، مؤكدا أنه سيحاول إيصال انشغالات الجالية إلى السلطات العليا لتحسين ظروف الاستقبال مستقبلا، داعيا الجميع إلى التعاون لتجاوز هذا الظرف الصحي الصعب.
مسافرون مستاؤون وآخرون مستحسنون
من جهتهم، عبر مسافرون لـ”الشعب” عن سرورهم بالعودة لأرض الوطن بعد حوالي سنتين من الغياب، فيما تباينت آراءهم حول الاستقبال بين الاستحسان والاستياء.
وتأسف مسافر قادم من فرنسا غلاء ثمن تذاكر السفر عبر الباخرة، حيث يرى أن هذا لا يساعد الجالية الوطنية بالخارج من القدوم لأرض الوطن للقاء الأهل والأقارب، داعيا المسؤولين إلى تخفيضها تسهيلا على الجميع.
ويرى مسافر آخر قادم من إسبانيا أن الإجراءات التنظيمية والاستقبال كان ممتازا، وأنه وجد تسهيلات في النزول والخروج وإجراء اختبار سريع للكشف عن فيروس كورونا داخل الميناء.
وعبر مسافر قادم من فرنسا، وهو في حالة تأثر، عن اشتياقه للعائلة بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات عن الوطن، كاشفا أن بعض أفراد عائلته توفوا ولم يحضر جنازتهم من بينهم الوالدة، متمنيا أن يتم تجاوز هذا المرض والتخلص منه في أقرب وقت.