أبان العمل الإرهابي الغادر الذي ارتكبته دولة الاحتلال المغربي، بحق 03 جزائريين في الأراضي الصحراوية المحررة، عن حجم الورطة الكبيرة التي وقعت فيها المملكة، وعرى دورها الاستراتيجي في المنطقة كأداة وظيفية في يد قوى تسعى لتحقيق أهداف ظرفية.
ويوما بعد يوما، يتعمق شعور الشعب المغربي وشعوب المنطقة بصفة عامة، أن المملكة المغربية وتحديدا القصر الملكي يعيش وضعا غير طبيعي لم يألفه منذ عدة عقود. إنه وضع يشبه اقتراب النهاية البيولوجية لشيء ما، بينما يهرول من حوله جاهدين لإنقاذه أو إطالة أمده، لكن النهاية محتومة.
تتعزز هذه القناعة كلما تناولت الفضاءات العامة السؤال عن السبب الذي يدفع جيش الاحتلال المغربي لضرب شاحنتين فارغتين، بسلاح فتاك، بينما كان أصحابها يتقاسمون وجبة غداء مع عائلة من موريتانيا، في أرض قاحلة لا شبهة فيها ولا خطر؟.
ومهما تعددت الإجابات والتبريرات، إلا أن الإجماع يستقر على أن مغرب اليوم يستقوي بشيء ما. يجعله يندفع ويستأسد إلى درجة إظهار قدرته على القفز من ارتفاع شاهق جدا، نحول المجهول. وهي الحماقة التي ارتكبها في الفاتح نوفمبر، عندما قتل غدرا وبشكل سافر 3 جزائريين يمتهنون التجارة.
ما يؤسف في الحال الذي وصلت إليه المملكة، هو أنها لا تستقوي بجيشها ولا بشعبها وإنما بكيان صهيوني غاصب، وبمستعمر قديم وبـ 4 طائرات دون طيار اقتنتها أواخر الصيف من تركيا، وتتوهم أنها قلبت الموازين.
لقد صرح وزير الخارجية المغربي، الذي يشتغل ذ ككاتب خاص لمستشار القصر أندري آزولاي (الصهيوني)، مخاطبا مدريدا في أزمة استشفاء الرئيس الصحراوي في إسبانيا قائلا: “إن مغرب اليوم ليس مغرب الأمس”، وجاء ذلك بعد أسابيع قليلة من توقيع اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني.
واتفاق التطبيع هذا أسال كثير من الحبر. تحدث منه محللون عن “مقايضة” قبول احتلال فلسطين بقبول احتلال الصحراء الغربية، لكن الأمر أعمق بكثير. هو في الحقيقة ابتزاز وفحواه “فلسطين والصحراء الغربية مقابل النظام الملكي”.
هذا النظام الذي ترهل وبات كالشجرة التي لا تخضر أوراقها، يريد البقاء مقابل كل شيء يطلب منه، حتى لو تعلق الأمر بممارسة إرهاب الدولة ضد مواطنين عزل في الفلوات. ما كان ليجرؤ على إطلاق رصاصة تحذير واحدة ضد جزائريين، لو لا تحوله إلى مسدس في يد الصهاينة واللوبيات الفرنسية المتطرفة، الحاقدة على الجزائر..ومع ذلك سيعاقب.