نشر الكاتب والباحث الاستراتيجي الموريتاني، عبد الله ولد بونا، مقالا، حيّا فيه مواقف الجزائر عبر التاريخ في مساندة بلاده ودعم استقلالها واستقرارها واحترامها لشأنها الداخلي.
وهو ما لم تجده نواكشوط ضمن مواقف المغرب الذي خطط لسلسلة انقلابات فاشلة يشهد لها التاريخ ضمن قائمة حافلة بالاستهداف الذي لا ينمّ عن جار.
وتناول عبد الله ولد بونا في مقاله، المحاولات التي تعرضت لها بلاده من قبل النظام المغربي، استهلها من عام 1960 تاريخ استقلال موريتانيا الذي «دعمته الجزائر ورفضه المغرب»، الذي شن حملة ضد هذا التحرر عبر الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الافريقية والأمم المتحدة، إلا أنه واجه -كما أضاف- «موقفا جزائريا في المنابر الدولية من أجل دعم استقلال موريتانيا وانضمامها الى الاتحاد الافريقي ومن أجل عضويتها بالأمم المتحدة».
كما أشاد الكاتب الموريتاني بـ»دعم الجزائر للسيادة الموريتانية عبر تكوين الأطر ودعم تأميم شركة الحديد وإصدار العملة الوطنية الموريتانية»، فيما «خطط المغرب لإدخال موريتانيا في المؤامرة والعدوان على الشعب الصحراوي، هذا الشعب الذي احتضنته الجزائر واحتضنت نضاله».
الرباط تواصل الحملات الإعلامية ضد موريتانيا
ومن أوجه المؤامرات المحاكة من قبل نظام المخزن ضد بلاده عبر التاريخ، تحدث الباحث الموريتاني عن تخطيط المغرب «لسلسلة انقلابات فاشلة واحتضانه كل المعارضة الموريتانية». بالمقابل، «دعمت الجزائر استقرار موريتانيا وأمنها واحترمت شأنها الداخلي».
ولم يفوت الباحث المناسبة من أجل الحديث عن مشكل المخدرات الذي أغرق بسمومه المغرب دول الجوار وأوروبا، مؤكدا أن «الرباط تواصل الحملات الإعلامية ضد موريتانيا وتهريب المخدرات والسلاح، بينما تواصل الجزائر دعم التنمية والاستقرار في موريتانيا وتتحمل نفقات الطريق الاستراتيجي من الجزائر إلى موريتانيا وترفع مستوى التعاون الشامل معها».
وهنا استدل بما اقترفه المغرب عبر خرقه لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1991 وقيامه بنشر جيشه على الحدود الموريتانية وقصف المدنيين الموريتانيين بين الفينة والأخرى.
وبينما تحترم الجزائر سيادة جميع الجيران وتعمل على دعم السلم والتنمية في الإقليم -يقول عبد الله ولد بونا- «يقوم المغرب بالمقابل بالتطبيع مع الصهاينة بما يهدد استقرار المغرب العربي»، قبل ان يستكمل بالقول: «الجزائر لا تطالب بأي أرض في دول الجوار والمغرب يطالب بأغلب أراضي دول الإقليم».
كما جاء في المقال، «أن تنمّر المغرب لا معنى له وتنمر اللوبي المغربي في موريتانيا ودفاعه عن المغرب سذاجة وعمالة لعرش عدو للسيادة الموريتانية أولا ولاستقرار الإقليم كله، وعدم وفاء للجزائر الوفية أبدا لموريتانيا وللشعب الصحراوي ولكل قيم الحرية والشموخ».
واختتم الكاتب الموريتاني كلامه بالتأكيد على أن «مستقبل الإقليم وأمنه وتنميته ونهضته بالجزائر ومع الجزائر فقط، والشعب المغربي عليه أن يلتحق بركب الحضارة بدل الجمود في قيود ملكية استعبدته ونهبته واختلقت له عداوات وكراهية مع شعوب هي أصلا حصن الشعب المغربي ومدده».