قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إن الجزائر تتعرض لتهديدات تستهدف إثقال كاهلها وإضعافها من الداخل.
جاء ذلك خلال ترؤسه، ندوة للتمثيليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بالخارج.
ولأول مرة في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية تعقد ندوة بهذا الحجم، وجاءت بمبادرة من طرف الرئيس تبون، حسبما أعلنه وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة في افتتاح الندوة.
وحول طبيعة التهديدات قال الرئيس تبون: “إنها تقوم على توظيف ما يسمى حروب الجيل الرابع، في إضعاف بلادنا من الخارج وتستهدفنا ومن ورائنا كامل إفريقيا والشرق الأوسط”.
وشدد مخاطبا رؤساء البعثات الدبلوماسية بالقول :”علينا مواصلة العمل بنفس العزيمة وروح التضحية والرد بحزم على كل المناورات التي تستهدف أمننا الوطني”.
وأكد رئيس الجمهورية، أن المحيط الجغرافي للجزائر الذي يعرف بؤر توتر بدول الجوار وعلى طول الشريط الحدودي” لاسيما الصحراء الغربية مع استئناف المواجهات المسلحة بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي”.
وأكد في المقابل، اتخاذ الإجراءات الاستباقية لترسيخ الجزائر كفاعل ومؤثر يساهم في الحلول الجماعية للأزمات وطرح المبادرات التي من شأنها تعزيز العمل متعدد الأطراف.
وجدد عمل الجزائر على تقوية الاتحاد الافريقي من المناورات والمحاولات الخبيثة التي تستهدف وحدة صفه “وسوف يكون ذلك ضمن أولويات عملنا الدبلوماسي” .
في إشارة إلى مساعي الكيان الصهيوني والقوى المناولة له اختراقه من الداخل تحت صفة العضو المراقب.
وفي سياق آخر، أمر الرئيس تبون باستعادة “علاقتنا القوية والمتينة مع نيجريا وجنوب افريقيا، وكوبا”.
وقال: “علينا الحفاظ على صداقتنا مع الدول الإفريقية والأوروبية التي تقاسمنا وجهات النظر وصون هذه الصداقة، ونحرص على ألا تكون بيننا وبينهم سحابة صيف عابرة”.
مفيدا بأن دولا أوروبية “تقاسمنا وجهات النظر ذاتها فيما يتعلق بالأزمة في ليبيا”.
وشدد الرئيس تبون على ضروة إيلاء العناية الفائقة للجالية الوطنية بالمهجر وتفعيل ادوات الدبلوماسية الاقتصادية من خلال الترويج لجاذبية البلاد للاستثمار ودعم تصدير المنتوج الوطني.
وقال: “التزمت شخصيا بحماية كل جزائري حتى لو كان في أبعد نقطة في العالم واطلب منكم الاهتمام بهذه القضية من خلال ابتكار ادوات عمل جديدة كوضع ارقام هواتف مجانية وقنوات اتصال الكترونية مباشرة” .
وعلى صعيد الشراكات أكد رئيس الجمهورية حرصه على علاقات متوازنة مع الدول والهيئات، كالاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.
وقال بشأن هذا الأخير “لن نتسامح أبدا أن يتدخل الأوروبي في شؤوننا الداخلية و سنحرص على علاقة متوازنة ملؤها الاحترام المتبادل واحترام علاقات السيادة بين الدول”.
وأكد بالمقابل على تعزيز دور الدبلوماسية الجزائرية في تقوية السلم والاستقرار بالمنطقة وبالأخص في ليبيا والساحل الإفريقي.
وتستمر أشغال الندوة المنعقدة تحت شعار”الدبلوماسية الجزائرية والتحديات الدولية للجزائر الجديدة”، إلى غاية الأربعاء.