يشرح ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة والمنسق مع بعثة “مينورسو”، سيدي محمد عمار، في حديث لـ”الشعب أونلاين”، تحديات كبرى تواجه المبعوث الأممي الجديد ستيفان دي مستورا.
تحدث عمار عن اللقاء الذي جمعه بالمبعوث الأممي الجديد، وتطرق أيضا إلى الاعتداء الإرهابي المغربي ضد مدنيين جزائريين.
قال سيدي محمد عمار إن اللقاء، الذي جرى مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا، الجمعة الماضي، جاء في إطار التواصل مع طرفي النزاع، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” والاحتلال المغربي.
اللقاء كان فرصة لإطلاع المسؤول الأممي على موقف سلطات الجمهورية العربية الصحراوية من واقع وآفاق عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة، حسبما أفاد به المتحدث.
ثلاثة تحديات
مثلما هو معلوم تسلم دي مستورا مهامه مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة مع مطلع هذا الشهر، ولا يخفى على أحد – حسب محمد عمار- وجود تحديات كبيرة تواجه المبعوث الأممي الجديد، أهمها الحرب الجارية في إقليم الصحراء الغربية منذ 13 نوفمبر من العام الماضي، بسبب إقدام دولة المحتل المغربي على خرق اتفاق وقف إطلاق النار واعتدائها على التراب الصحراوي المحرر.
ومن بين التحديات الهامة، يذكر الدبلوماسي الصحراوي موقف التقاعس “الذي طالما تبناه مجلس الأمن في قضية الصحراء الغربية عامة، والظروف الأخيرة على وجه الخصوص، وهو موقف سلبي ينعكس بشكل جلي في مضمون قرار مجلس الأمن الأخير رقم 26- 02 المتبنى بتاريخ 28 أكتوبر الماضي”.
رغم خطورة الوضع على أرض الواقع، قال محمد عمار إن القرار المذكور لمجلس الأمن: “لم يأت بأي إجراءات عملية لضمان تنفيذ مهام بعثة الأمم المتحدة لاستفتاء تقرير المصير “مينورسو””.
ويدرج المتحدث تمادي دولة الاحتلال في تعنتها وتنكرها لالتزاماتها الدولية، وعدم رغبتها أو إبدائها أي إرادة سياسية حقيقة للانخراط الجدي في عملية تحقيق السلام، التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، تحدي ثالث ينتظر دي مستورا.
أضاف المتحدث لـ”الشعب أونلاين”: الدليل على تعنت نظام المغرب، ما تفوه به ملك المغرب، السبت المنقضي، ما نسميه المسيرة السوداء، التي كما يعلم الجميع هي المسيرة التي غزت من خلالها دولة الاحتلال التراب الصحراوي عام 1975″.
المتفرج السلبي
ووفق ذلك – يواصل محمد عمار- لا يزال المغرب ينتهج سياسة الهروب إلى الأمام، وإصراره على سياسة فرض الواقع الاستعماري بالقوة في الأراضي الصحراوية.
وقال الدبلوماسي الصحراوي “سيكون على دي مستورا التعاطي مع هذه العناصر الثلاثة المتعلقة بالتطورات ميدانية، وموقف مجلس الأمن “المتفرج السلبي” إزاء سياسية فرض الأمر الواقع بالقوة من قبل نظام المغرب”.
وتابع قوله: “على المبعوث الأممي توفير مناخ جدي وبناء للتقدم بعملية السلام لتحقيق هدفها الوحيد وهو “تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال”.
وأوضح محمد سيد عمار أن المطلوب من المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، هو تفعيل عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن جبهة البوليساريو ذكرت أن الاتفاق الوحيد الذي يحظى بقبول الطرفين هو خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية.
وهي الخطة التي صادق عليها مجلس الأمن بالإجماع في قراريه 658 / 1990، والقرار 690 / 1991 الذي أنشأ بموجبه مجلس الأمن بعثة الأمم المتحدة لاستفتاء تقرير المصير “مينورسو”.
أمام كل هذه التطورات، وتمسك الشعب الصحراوي بممارسه حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، دون قيود عسكرية أو مدنية، يبرز المصدر أن دي مستورا، وفي خطوة أولى، عليه وضع آليات ضرورية من أجل التطبيق الكامل للمأمورية التي أنشأت من أجلها بعثة “مينورسو”.
نظام “الغدر”
من جهة أخرى، يربط الدبلوماسي الصحراوي استهداف مدنيين صحراويين وجزائريين، دليل على التوجه العدائي لنظام المغرب “وبطبيعة الحال لن يمر بسلام، ما دام أن المغرب أظهر سوء نية. المغرب يستمر في سياسة فرض أمر الواقع في الأراضي الصحراوية وهو ما يزيد من حدة التوتر في المنطقة”.
وواصل بقوله: “بالنسبة للاعتداء الذي قامت به قوات المحتل المغربي، في الفاتح نوفمبر، استهدف مواطنين جزائريين، عمل إرهابي جبان ندينه بقوة.. وتابعنا جميعا إقدام السلطات الجزائرية على إخطار الأمم المتحدة، مفوضية الإتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، بخطورة ما جرى”.
سعي نظام المغرب إلى التصعيد والتمادي، وإبراز قوته باستهداف مدنيين “دليل على الجبن والغدر، وهذا ليس غريبا على دولة الاحتلال التي ومنذ شهر أكتوبر 1975، وهي تبطش بالشعب الصحراوي، واستعملت قنابل الفوسفور والنبالم المحرمتين دوليا”.
الاعتداء الإرهابي الأخير الذي راح ضحيته 3 جزائريين مدنيين، يبرز جليا – حسب محمد عمار- أن نظام المغرب لا يريد السلام في المنطقة، وإنما يصر على عدوانيته تجاه الشعب الصحراوي وجيرانه، “لكن سيبقى الشعب الصحراوي صامدا ومستمرا في كفاحه إلى غاية بلوغ أهدافه المقدسة وإقامة الدولة الصحراوية على كامل أراضية”.