أكّد سفير ايطاليا بالجزائر جيوفاني بولييزي، أن زيارة الدولة لرئيس جمهورية ايطاليا سيرجيو ماتاريلا للجزائر، هي زيارة تاريخية ستعطي دفعة جديدة للتعاون الممتاز القائم فعلا بين البلدين.
في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح محاضرة حول فرص التعاون الجزائري الايطالي في حماية وترميم الأملاك الثقافية، أوضح جيوفاني أن هذا اللقاء يأتي بعد اتفاقية تعاون علمي بين المعهد المركزي للترميم بروما، والمدرسة الوطنية العليا لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها بتيبازة، كانت نتيجة لمسار طويل من التعاون والتفاوض بين وزارتي الخارجية والثقافة للبلدين.
وأضاف أن هذا الإطار القانوني المتجدد، يعطي للتعاون الجزائري الايطالي زخم جديد بعد انقطاع دام عامين بسبب الوباء.
سفير ايطاليا بالجزائر: نسعى لاستكشاف فرص جديدة
وأشار السفير الايطالي إلى أن التعاون بين وزارتي ثقافة البلدين يعود إلى عام 2004، عندما تقرر إنشاء إطار منظم للتعاون في مجال ترميم وحفظ الأملاك الثقافية، حيث سخرت وزارة الثقافة الايطالية خبرائها لافتتاح المدرسة الجزائرية في أكتوبر 2012.
وأوضح السفير الايطالي أنه تم التوقيع على أول اتفاقية بين المعهد الايطالي والمدرسة الجزائرية في 27 ماي 2015، وبفضل هذه الاتفاقية، أرسلت بعثات لطلبة وباحثين إلى روما لفترات تدريبية بالمعهد.
وأضاف “نأمل أنه مع تجديد الاتفاقية ، سيكون التعاون بين المؤسستين المعنيتين أكثر إثمارًا وإثراءًا من ذي قبل”.
وقال السفير أن زيارة رئيس ايطاليا إلى قصر الرياس “باستيون 23” ، كانت فرصة للوقوف على ترميم القصر، الذي “حظيت شركة إيطالية بشرف انجاز الأعمال سنة 1987 “.
وأوضح السفير أن الهدف من هذه اللقاءات هو استكشاف فرص جديدة للتعاون بين إيطاليا والجزائر في مجال ترميم الممتلكات الثقافية والحفاظ عليها، بالاستماع إلى الخبراء، من وجهة نظر تكوينية، وتجارية، ” لأن الرابط بين هذين المجالين ضيق للغاية، وهذا أحد أسباب التميز الإيطالي في المجال”، على حد قوله.
وشارك في المحاضرة كل من السيدة “انطونيا قراندي” مديرة المركز الثقافي الايطالي بالجزائر، و”اليساندرا مارينو” مديرة المعهد المركزي للترميم بروما، ومحمد الشريف حمزة مديرة المدرسة الوطنية العليا لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها بتيبازة، إضافة إلى مدير ونائب رئيس Assorestauranto ، الجمعية الايطالية للترميم المعماري، الفني والحضري، الذين تدخلوا عبر تقنية التحاضر عن بعد.
وحضر اللقاء أيضا مهندسين معماريين وطلاب، وممثلي مجتمع مدني مهتمون بالموضوع.
حضور رئيسي البلدين امضاء الاتفاقية له رمزيته
في تدخلها، شكرت مديرة المركز الثقافي الايطالي بالجزائر الفرصة التي منحتها الجزائر لعزيز الشراكة الايطالية الجزائرية في مجال حماية وإعادة ترميم الممتلكات ثقافية، وهي أول اتفاقية تعقد بالخارج بعد سنتين من جائحة كورونا.
وثمنت المتحدثة اعتراف الطرف الجزائري بالمهارة الايطالية في مجال ترميم الممتلكات، لا سيما أثناء زيارة الدولة للرئيس الايطالي للجزائر، وأعطت مثالا على ترميم قصر الرياس، وعن أشغال ترميم بعض التماثيل بمتحف الجزائر.
وقالت انطونيا إن امضاء الاتفاقية بحضور الرئيسين الجزائري والايطالي في اطار زيارة الدولة له رمزية خاصة.
من جهتها، تحدثت مديرة المعهد الايطالي عن تاريخ المعهد الذي افتتح سنة 1938 بروما، من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي الذي يمثل هوية وتاريخ وحضارة الأمة، خاصة في ظل الدمار الشامل الذي لحق باوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وبعد التعريج على مختلف رواد المدارس والتوجهات في مجال الترميم والحماية الممتلكات، قدمت “اليساندرا” عرضا حول مختلف التكوينات التي يقدمها المعهد، والتي يستطيع ان يستفيد منها طلبة وباحثون جزائريون في اطار اتفاقية التعاون الأخيرة.
وتحدثت عن نشاطات الشراكة والتعاون بعد امضاء الاتفاقية الاولى سنة 2015، وصولا إلى الاتفاقية الاخيرة بين المدرسة العليا الجزائرية ومعهد روما المنعقدة بتاريخ 6 نوفمبر الفارط.
بدوره، قدم مدير المدرسة الوطنية العليا لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها بتيبازة، عرضا حول المدرسة ومختلف التكوينات التي تقدمها، وعن ورشات أعمال الطلبة.
وأكّد محمد الشريف حمزة ان تواجد المدرسة بمنطقة أثرية مصنفة عالميا، يشكل فرصة ثمينة للطلاب، للقيام بورشات تطبيقية.
وقال مدير المدرسة أن الاتفاقية الاخيرة تشكل فرصة شراكة حقيقية للاستفادة من الخبرة الايطالية المعترف بها دوليا، في مجال ترميم الممتلكات.
وبعد تدخل كل من مدير Assorestauranto ونائبته عبر تقنية التحاضر عن بعد، للتعريف بمختلف الشركات الايطالية والخدمات التي تقدمها في المجال، بعرض نماذج لأعمال ترميم على ممتلكات مصنفة في مختلف أنحاء العالم، فتح مجال النقاش لطرح أسئلة مهنيين وطلبة على الخبراء.
تصريح مديرة المركز الثقافي الايطالي “انطونيا قراندي” على هامش المحاضرة