بعد 33 سنة من تبنّي سياسة الكرسي الشاغر من قبل مملكة الحشيش، تيقنت الأخيرة أن هذه السياسة لم تعد تجدي نفعا،
لأن الجمهورية العربية الصحراوية حققت العديد من المكاسب وباتت عضوا في منظمة الوحدة الإفريقية، ثم بعدها عضوا مؤسسا في الاتحاد الإفريقي، في حين بقيت دولة الاحتلال «المملكة المغربية» معزولة خارج الصف الإفريقي.
هنا رأى «أمير المؤمنين» أن تلك السياسة التي انتهجها أبوه منذ 1984 وواصل على دربها هو منذ 1999، مجرد قرارات ارتجالية ولم تعد مجدية، وبالتالي لابد من العودة إلى المنظمة الإفريقية بأي طريقة كانت،
وهذا بعد أكثر من ربع قرن من الغياب؛ وهو ما كان عليه الحال، حيث عادت المملكة الى مقعدها الشاغر، وهذا بعد قيامها بعدة محاولات وجولات بين عدة عواصم إفريقية من قبل «أمير المؤمنين» الذي ظل يترجى دولاً إفريقية للتصويت لصالح طلب عودته إلى البيت الإفريقي الذي تركه طواعية منذ سنين طويلة.
لقد عادت مملكة الحشيش إلى الصف الافريقي في جانفي 2017، لكنها وجدت نفسها مرغمة على الجلوس جنبا الى جنب مع الجمهورية العربية الصحراوية داخل منظمة الاتحاد؛ لكن مع عودته بدأ مباشرة في ممارسة هوايته المعتادة ألا وهي التشويش ومحاولة إحداث انقسام بين البلدان الأفريقية داخل الاتحاد الإفريقي، في محاولة يائسة لعزل عضو مؤسس في الاتحاد من حضور قمم واجتماعات المنظمة الأفريقية (الجمهورية العربية الصحراوية)، كما حدث خلال قمة أفريقيا – أوروبا في أبيجان، حيث فشل في محاولته البائسة بالتواطؤ مع فرنسا من منع رئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي من حضور هذه القمة.
وهذا بعد تدخل دول لها وزن ومكان في الاتحاد الإفريقي، في صورة الجزائر وجنوب إفريقيا، هذه الدول كانت متحفّظة أصلا من عودة هذا العضو الى الاتحاد الافريقي، لأنها تدرك جيدا أنه عضو مشوش ومزعج، وهدفه إحداث البلبلة والانقسام بين البلدان الإفريقية، ولهذا فقد اشترطت مقابل انضمامه التزامه بميثاق تأسيس الاتحاد الإفريقي، وكذا احترامه لجميع الأعضاء فيه.