أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى جنوب إفريقيا، محمد يسلم بيسط، أن زيارة وزيرة العلاقات الدولية والتعاون لجنوب إفريقيا، ناليدي باندور، اليوم الأحد، إلى الصحراء الغربية تكتسي “طابعا سياسيا ودبلوماسيا بالغ الأهمية” باعتبارها حليفا قويا للصحراء الغربية وتربطهما علاقات خاصة ومميزة.
وأوضح محمد يسلم بيسط في تصريح لـ “وأج”، أن زيارة الوزيرة الجنوب افريقية تكتسي “أهمية بالغة” للعديد من الأسباب أولها التوقيت السياسي والظرفية التي ميزت المرحلة الجديدة والحساسة من كفاح الشعب الصحراوي، الذي دخل عامه الثاني من النضال المسلح، إلى جانب إحياء ذكرى اتفاقية مدريد “المشؤومة” التي خلفت تقسيم الصحراء الغربية ومن ثم الغزو المغربي للأراضي الصحراوية.
وتأتي الزيارة -يضيف الدبلوماسي الصحراوي- في “إطار التحضير لمحطات سياسية مستقبلية مهمة على غرار الاستعدادات لعقد القمة الإفريقية المقبلة، وكذا استئناف المساعي السياسية للأمم المتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية، والتي بدأت بزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستيفان دي ميستورا”.
وبناء على ما تقدم، يضيف المسؤول الصحراوي، فإن هذه الزيارة تكتسي “طابعا سياسيا ودبلوماسيا بالغ الأهمية” لدولة تعتبر حليفا قويا للصحراء الغربية حيث تربطهما علاقات خاصة ومميزة.
وحسب محمد يسلم، ينتظر ان تعقد ناليدي باندور مباحثات ثنائية مع نظيرها الصحراوي محمد سالم ولد السالك، مبرزا انه ينتظر أن تؤكد من جديد “دعم جنوب إفريقيا المستمر للحقوق غير القابلة للتصرف لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير، كما ستتبادل وجهات النظر حول تعزيز العلاقات بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وحسب السفير، سيغتنم الجانب الصحراوي اللقاء لاطلاع المسؤولة بجنوب افريقيا “على آخر التطورات الميدانية الخاصة باستئناف الشعب الصحراوي للكفاح المسلح اثر خرق المغرب لاتفاق وقف اطلاق النار، إلى جانب استعراض التطورات الدبلوماسية لا سيما الجهود الاممية لتسوية النزاع في المنطقة”.
وتشكل زيارة مسؤولة جنوب افريقيا، من جهة أخرى، فرصة من أجل تطوير وتعميق علاقات الصداقة والتعاون والاخوة التي تربط البلدين، يقول الدبلوماسي الصحراوي.
هذا وينتظر أن تنتقل الوزيرة الى منطقة اوسرد حيث ستحظى باستقبال جماهيري بالولاية، كما ستكون لها محطة بمدرسة ضحايا “اسويتو” التي تم تدشينها خلال الزيارة التاريخية التي قام بها المناضل الجنوب افريقي اوليفر تامبو الى الصحراء الغربية في 1987.
وستحظى ضيفة الصحراء الغربية باستقبال من قبل رئيس الجمهورية الصحراوية و الأمين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، لتقوم فيما بعد بزيارة عدد من المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي الصحراوي.
وابرز السفير الصحراوي أنه ستكلل زيارة المسؤولة بالتوقيع على بيان مشترك بين البلدين الى جانب احتمال التوقيع على بعض الاتفاقيات ذات الطابع الثنائي.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة ناليدي باندور إلى الصحراء الغربية تأتي في إطار الجولة التي تقوم بها في المنطقة والتي بدأتها يوم الجمعة بزيارة إلى الجزائر على مدى ثلاثة أيام حيث التقت خلالها بعدد من المسؤولين على رأسهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة.
و اغتنمت المسؤولة الجنوب افريقية تواجدها بالجزائر لتجدد التأكيد على ضرورة تكريس مبدأ الحرية ل”كل الشعوب الإفريقية بما فيها شعب الصحراء الغربية”.
وتحرص جنوب إفريقيا في العديد من المناسبات على تأكيد موقفها الثابت تجاه القضية الصحراوية و إنهاء الاحتلال عن هذا البلد ومنه التخلص نهائيا من الاستعمار بالقارة السمراء. ويحظى نضال الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل تقرير المصير، بدعم قوي من قبل جنوب إفريقيا التي تدعم أيضا مسار التسوية الذي ترعاه الأمم المتحدة بهدف تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية، وفق ما يحدده القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بالملف.