كلما حلّ الغيث، حاملا إشارة موسم فلاحي جيّد، صاحبته صور سلبية ترسمها شوارع وطرق وبنايات تشكل خطرا على الناس. طبيعي أن المشكل ليس في الطبيعة بقدر ما هو في البشر، وهم القائمون على إدارة الشأن المحلي والمرافق العمومية، وليس أدل على ذلك بالمشاهد المثيرة للأعصاب في مختلف أحياء العاصمة ما جاورها.
نقاط سوداء تبرز مع كل موسم تساقط للأمطار ولا أحد يحرّك ساكنا، ليتكرر مسلسل معاناة الناس مع التنقل، كما هي صورة الوضع بالرايس حميدو وعلى مستوى الطاحونتين، حيث يتسبب مجرى مياه الأمطار في قطع طريق وطني وتعطيل المرور لساعات طويلة تحرق أعصاب أصحاب السيارات، بكل ما يترتب عنه من تداعيات اقتصادية ونفسية.
لماذا يتكرر المشكل في كل مرة، بينما يفترض أن تتم معالجته وإصلاح الخلل منذ اليوم الأول، ليشعر المواطن أن هناك حقيقة مرفق عام يتابع ويرصد ويتدخل بحلول في العمق وليس بأعمال من صنف “بريكولاج” تستهلك موارد ولا تترك أثرا طيبا. نفس الشيء لحالة الطرق كما هو في الشراقة ودالي إبراهيم وشوفالي، تصنف من الوجهات الراقية، لكن، هيهات، حيث تُـحفر الطرق ولا ترمَّم كما ينبغي، بلا حسيب ولا رقيب والجميع يشاهد ولا يهدي إلى تلك العيوب.
كيف لا يسأل أحد ولا يتحرك آخر، تراهم بربطة عنق ومركبات عمومية، أمام مشاهد هي في الحقيقة إجرامية يفترض أن لا تتكرر، بالنظر للإمكانات والموارد التي ترصدها الدولة لقطاعات هي شرايين الاقتصاد، عرتها مياه خير هي أمطار بشرى للتنمية والمناخ، جعلها سوء تسيير الجماعات المحلية وباقي القطاعات ذات الصلة “نقمة”، ما يثير سؤالا عريضا حول إجادة تسيير الثروة الطبيعية، فنحن البلد الوحيد الذي يوصف به النفط نقمة والديموغرافيا مشكلة، مع أنها ثروة نهضت بها شعوب عديدة تجاوزت بكثير مشاكلنا البدائية.
بالنظر لمدى نوعية التأطير البشري للجماعات المحلية والتزام مناهج الاحترافية في إدارة الورشات، لا يصح استغراب وضع مزرٍ، تحول إلى يوميات مرهقة في مناطق عديدة من العاصمة، التي تفتح سجلات مشاكلها وانشغالاتها للوالي الجديد، عله يصحح معادلة الأداء بالانتشار في الميدان وكسر بيروقراطية القرار.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق