بعيدا عن مستويات الخطاب السياسي، و»نوعيته» لدى أحزاب تحاول العودة الى الساحة وأخرى تسعى لشق طرق جديدة في عوالم السياسة. تظهر صور شباب يدخلون المعترك الانتخابي بطرق شتى، لكنهم متفقون على «قول الواقع»، كما هو، وبكلمات لم يألفها المناضلون ولا السياسيون في الانتخابات.
شباب يتحدثون بلغة ليس فيها «أنا» ولا «أنتم»، لا يتسابقون على نشر صورهم على الجدران في جنح الليل، ولا يبحثون عن «مجد»، ولا عن صفقات انتخابية أو غير انتخابية.
هؤلاء يشكلون نقلة في نوعية المترشحين، وفرادة في طريقة التعامل مع المواطن، الذي لا يُجبرونه على سماعهم بمكبرات الصوت، ولا يزعجونه في المقاهي والساحات العمومية والأسواق بـ»تجمعات موازية»، مثلما كان يحصل مع أحزاب كانت تدّعي أنها كبيرة، لكن صوتها خفت فجأة مع صعود النشاط الجمعوي، فلم نعد نسمع لها «صياحاً»..
في الأحياء الشعبية، التي تتعايش مع أخبار البطاطا بأسعار مجنونة، تنفرد هذه الفئة من الشباب بتنفيذ حالة «استقطاب انتخابي»، غير معهودة، في حوليات السياسة، وعن طريق نشاط جمعوي وتضامني سابق ومتواصل. شباب يقول لنظرائه ولمن هم أكبر منه، «نحن هنا من زمان في خدمتكم»، فعلا، لا قولا!
في قواميس هؤلاء مفردات بسيطة، وغير مستهلكة، في التعاطي مع الحملة الانتخابية، ومع المواطنين في سائر الأيام.. يستعملونها في نقاش وأخذ ورد، تراه مجسدا في حالات كثيرة، بالمداومات، التي لم تعد تشبه صور المداومات، سابقا، والتي كانت منفرة من كثرة «الماكياج الانتخابي» الذي يعلوها، والأفيشات الضخمة، التي تخفي أموالا ضخمة تهدر في سبيل «فوطو على فلان»..
اليوم، مثل هذا الشحم الانتخابي غير موجود على الأقل في شكل المرشحين الشباب، وهم أكثرية غالبة، لم يتكرشوا، على رأي مظفر النواب. وهذه صورة أخرى مختلفة عمّا كان سائدا الى وقت قريب..
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق