بالرغم من استمرار الخلافات حول قانوني الانتخابات الليبية بين مجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي، إلا أن ما يعرفه المشهد السياسي من زخم منقطع النظير يحمل الكثير من الإيجابيات، يؤكد وصول ليبيا إلى مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر، أصبح فيها المواطن يعبر عن صوته بكل حرية وهو ما تعكسه وسائل إعلام البلد الجار التقليدية أو الجديدة التي فتحت آفاقا مختلفة لم تشهدها ليبيا.
ومع الاختلاف الوارد في وجهات نظر السياسيين والمسؤولين إلا أن «اكبر اتفاق حصل بينهم هو رفض التدخلات الأجنبية مهما كانت صيغتها». وبهذا يتفق الليبيون، شعبا ومؤسسات دولة بأن مفتاح حل الأزمة هو إنهاء التدخلات الخارجية ودعم المسار السياسي، أما في حال انعقاد الانتخابات الليبية في ديسمبر المقبل، فسوف تقطع ليبيا شوطا كبيرا نحو تحقيق استقرارها، بعد سنوات من الصراع الذي كان انعكاسا للتدخلات ومطامع قوى خارجية.
وفي الوقت الذي يتجه فيه الوضع بليبيا إلى الأفضل، تعبر العملية السياسية الليبية مرحلة حاسمة، ستكون بمثابة تتويج للجهود الدولية والإقليمية، وذلك بنجاح إجراء الانتخابات في موعدها المقرر يوم 24 ديسمبر 2021.
وما يبعث على التفاؤل في الجارة الشقيقة هو أن جميع الأطراف والشركاء يدعمون هذا المسعى الجاد لإنجاح الانتخابات، والنجاح لإتمام هذا الاستحقاق المفصلي، وخروجه بالشكل اللائق حتى تعود ليبيا إلى مكانتها ودورها العربي والإقليمي الفاعل، وبما يخدم مصالح الجميع، لاسيما دول الجوار التي يربطها مصير مشترك مع ليبيا خاصة في الفضاء المغاربي.
لقد حان الوقت لكي يستلهم الشعب الليبي الشقيق عزيمة أجدادهم من أجل الوحدة والاستقرار، وأن يلفظوا من بلادهم كل من يشكل خطرا على أمن ووحدة الليبيين، فالخير في أياديهم هم إن تجاوزوا خلافاتهم وعقدوا العزم على بناء بلادهم بإرادة ليبية حرة.