قد يجد البعض نفسه طرفا في جدال عقيم حول دخول الجزائر موجة رابعة لفيروس كورونا من عدمها، لكن الأكيد هو تصاعد منحنى الإصابات الجديدة، أما الأخطر فهو التّراجع الكبير في الإقبال على التلقيح، والتراخي في احترام الإجراءات الوقائية، لأنّهما السّبيل الوحيد لإبعاد شبح ما عاشه المجتمع الجزائري في موجة ثالثة قويّة وشرسة.
بالرّغم من توفير الجزائر جرعات اللّقاح لتسريع حملة التّطعيم، إلاّ أنّها اصطدمت بسلوك مجتمعي يتراجع حرصه على الانخراط في محاربة الوباء في كل مرة يشعر فيها بالأمان تجاه انتشار العدوى، فللمرّة الثالثة يركن المواطن إلى شعور خادع بالطّمأنينة تجاه وباء أثبت أنّه لن يتوانى في «الهجوم» إن وجد المحيط المناسب والمحفّز لذلك، ولن تكون العوامل المحفّزة سوى تباطؤ حملة التلقيح، ولامبالاة غير مبرّرة في احترام الإجراءات الوقائية بصفة خاصة التباعد الاجتماعي وارتداء القناع الواقي.
هي معادلة صعبة لم تستطع حلّ معضلة «الوعي» في مجتمع يرفض رفضا قاطعا «الخضوع» لتوصيات الأطباء والمختصّين، بل وضع استفهاما كبيرا حول الطّريقة التي يمكن اتباعها لغرس «الوعي» في أفراده، فلا يعقل أن يتناسوا خطر وباء يكشّر عن أنيابه في كل مرّة يستأنس فيها المجتمع بانخفاض عدد الإصابات، رغم يقينه أنّه من يهيّئ لهذا الوباء المناخ المناسب لانتشاره.
لكن وككل مرّة ركن المجتمع إلى الاستسهال والاستهتار، واضعا التّلقيح في آخر قائمة الخيارات المتاحة، مفضّلا بذلك دور الفريسة السّهلة بين فكّي الإشاعات والأخبار الكاذبة ليشكّل فشله في التّسلّح بالوعي نقطة ضعف تكون في كل مرّة سببا في اضطراب الوضع الوبائي في الجزائر، لذلك كان من الضّروري بما كان فرض حلول ناجعة للتّسريع من حملة التلقيح لتفادي الأسوأ في حال دخول الموجة الرّابعة
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق