أثارت قضية أستاذ العلوم الشرعية المتعاقد ع.دالي، بثانوية أبي راس الناصري بمعسكر، حفيظة الرأي العام المحلي والوطني، وأخلطت أوراق نقابات القطاع والجماعة التربوية، وبلغ صداها وزارة التربية التي أوفدت لجنة تحقيق في قضية الخلاف، التي استقطبت اهتمام وتعاطف واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
تداعيات توقيف أستاذ ثانوي بمعسكر جاءت إثر شكاوى وردت إلى مديرية التربية لولاية معسكر من أولياء تلاميذ ثانوية ابي رأس الناصري، حيث صرّح مدير التربية عبد المجيد قاسيوي لـ “الشعب اونلاين ” إن القضية تتعلق بـ”تحرش” من خلال محادثات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي بعيدة كل البعد عن النصح بارتداء اللباس المحتشم – على حد تصريحات مدير التربية- إلى جانب تورطه في نشر أفكار وكتيبات لا علاقة لها بالتربية، وهي محل تقارير للمصالح الأمنية.
وأضاف المسؤول أن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت على نطاق واسع قضية الأستاذ الثانوي الموقوف، من خلال فيديو يظهر فيه الأستاذ المعني في “ثوب الضحية” لكنه في حقيقة الأمر مشتبه به بالدلائل القاطعة -على حد تصريح مدير التربية.
ومقابل التعاطف الواسع مع أستاذ العلوم الشرعية الموقوف، ظهرت اليوم ردود فعل مختلفة بعد بث فيديو لمدير الثانوية فراج جمال، قدّم من خلاله قصة الأستاذ من زاوية أخرى، حيث اصطف أساتذة الثانوية وموظفيها وتلاميذها إلى جانب أوليائهم في صف مدير الثانوية جمال فراج.
في حين أشهرت نقابة أساتذة ثانوية الجزائر بيان تنديد واستنكار في وجه مديرية التربية وإدارة الثانوية متهمة إياها بدعم السلوكات المهينة لكرامة المربي من أولياء التلاميذ الذين لم تلجم مديرية التربية سلوكاتهم المتمادية في انتهاك حرمة المؤسسات التربوية، والتدخل في الشؤون التربوية .
واتسع مجال مساندة ودعم الأستاذ علي دالي إلى رجال دين معروفين بوسطيتهم، من بينهم الدكتور بلخير الكاهري بجامعة وهران، والشيخ زين العابدين ابوحنيفية وغيرهم ، داعين إلى إعادة النظر في قرار توقيف أستاذ العلوم الشرعية المتعاقد، مدافعين عن وجهة نظره حيال نصيحته لتلميذتين بالاحتشام وارتداء الحجاب، بالنظر إلى طبيعة المادة التي يدرسها وبالاطار العام للمرفق التربوي – الذي يلزم الأساتذة بالتقيد بمضامين البرنامج التربوي ولا يمنع تقديم النصح والإرشاد للتلاميذ مهما كانت طبيعته دينية أو اجتماعية او اخلاقية .
ومازالت قضية الأستاذ الموقوف محل جدل واسع، بين تعاطف واسع مع أستاذ علوم الشريعة الذي قدم النصح لتلميذتين، وايفاد لجنة تحقيق في ملابسات القضية التي تضاربت تصريحات مسؤولي القطاع و المؤسسة حولها، وبين تصريح مدير الثانوية الذي قال إن الأستاذ خلال فترة اشتغاله بالثانوية كمتعاقد تجاوز حدود المعقول بتدخله في شؤون التلميذات وزميلاته المربيات اللواتي لا يرتدين الحجاب، بناء على شكاوي عديدة.