يتطرق مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، عيسى بن الأخضر، في هذا الحوار مع “الشعب أونلاين” لعديد الملفات والقضايا التي تهم الرأي العام بالجزائر على كافة الجوانب، سواء تلك المتعلقة بالزوايا والجمعيات الدينية أو التي لها علاقة بالواقع السياسي.
وأكد بن الأخضر، أنه كان للمؤسسات الدينية بالجزائر مواقف واضحة، بخصوص الاستفزازات الفرنسية ضد الجزائر، لاسيما بعد تشكيك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، والذي تبعته ردود فعل قوية من قبل الدولة الجزائرية.
وبشأن ضرورة استحداث منصب مفتي للجزائر، يرى مستشار رئيس الجمهورية، أن جامع الجزائر، سيكون مناسبا من أجل القيام بهذه المهمة حين افتتاحه بشكل كامل، لأنه مؤسسة دينية متكاملة وقادرة على جمع كل الجزائريين دون استثناء.
الشعب أونلاين: هل هناك تجاوب مع مسعى الرئيس تبون لتعزيز مكانة المجتمع المدني؟
مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، عيسى بن الأخضر: نظرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للمجتمع المدني نظرة ثابتة واستراتيجية منبثقة من الواقع وما ينبغي أن يكون عليه المجتمع الجزائري نظرا لافتقاره لإرادة سياسية في الحقب الماضية، لأن مشروع الجزائر الجديدة يحتاج إلى إرادات متنوعة ومتعددة يتم تحقيقه عن طريق الديمقراطية التمثيلية في الانتخابات بمشاركة الأحزاب وغيرها.
وفيه جانب آخر يتم تحقيقه عن طريق الديمقراطية التشاركية وهي البوابة التي يتم من خلالها إشراك المجتمع بالتنظيم وفق قانون الجمعيات بكل أنواعها والنقابات، وهذه الآلية كل المجتمعات تتحرك وفقها لتحقيق حركية، ثانيا تناغم مجتمعي ينجح بعيدا عن التصادم، وهذا بفعل القدرات الشبابية فإذا لم تجد الإطار المناسب لها كي تساهم بآرائها فيمكن أن تنحرف ولهذا رئيس الجمهورية نصب رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني وهو المطلب الذي طالما طالب به المجتمع المدني منذ عقدين أو أكثر وفي الأيام القليلة القادمة سوف يتشكل هذا المرصد.
ورئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من باب العناية كلف 3 مستشارين خاصين بالمجتمع المدني، وهم مستشار مكلف بالجمعيات الدينية، مستشار مكلف بالحركة الجمعوية ومستشار مكلف بالمنظمات من أجل استيعاب انشغالات المجتمع المدني.
- الديمقراطية في الجزائر خطت خطوة إلى الأمام
هل لمستم خوفا لدى الأحزاب من الدور الذي يلعبه المجتمع المدني؟
التخوفات زالت، وإذا عددنا تخوفات الأحزاب الآن نجدها تراجعت، ويجب أن نستذكر أنه سُجل ارتياح في الانتخابات التشريعية وتبين للناس أن الانتخابات حرة، حيث أفرزت مشاركة الشباب وممثلي مناطق الظل بنسبة كبيرة، وفسحت المجال للمجتمع المدني بالدعاية التي تقلل من شأن الأحزاب عن طريق القوائم الحرة التي تسير وفق ما تريده الأحزاب، وهنا الديمقراطية خطت خطوة إلى الأمام.
ماهو تقييمكم لأداء الجمعيات الدينية بالجزائر في الفترة التي أشرفتم على هذه المهمة؟
الجمعيات الدينية في الجزائر الآن استطعنا أن نصل بها إلى 3 نتائج، حيث عملنا على إنهاء الانتماء أو ادعاء انتماء الجمعيات لهدف سياسي أو اجتماعي، ثانيا الدولة تحرص على أن تعطي القيمة اللازمة لهذه المؤسسات لأنها تعبر عن ذاكرتنا ومرجعيتنا، ثالثا الطرائق الصوفية الكبرى أصبحت تنشط حيوية أكبر من خلال امتدادها أكثر في العالم وخاصة في إفريقيا وأذكر على سبيل المثال الطريقة التيجانية والوفود التي التحقت بها هذه السنة ساهمت في إحياء جسور العلاقات واحياء الرابط الديني.
كيف واجهت الزوايا والجمعيات الدينية الحملة الفرنسية الأخيرة ضد الجزائر؟
كان للكثير من المؤسسات مواقف وردود واضحة ولعلكم تتابعون من حين إلى آخر مواقف المشيخة الرحمانية بقيادة الشيخ مأمون القاسمي التي لها أكثر من 150 زاوية في الجزائر، هذه الطريقة الجهادية والجميع يعلم كيف واجهت الاستعمار بالأمس وما قدمت من رموز ورجال سواء في المقاومة أو في الثورة التحريرية.
أيضا نجد للطريقة التيجانية مواقفها أيضا، والجمعيات الدينية سواء في أدرار أو في تلمسان وغيرها، ونجد الطريقة القادرية التي كانت لها امتداد مواقف في العالم، ويكفي شرفا للمؤسسات 70 سنة من المقاومة بعد دخول الاستعمار الفرنسي، حيث لم توقف المقاومة بالكلمة والسلاح والتربية.
وكما نعلم انتقلت المقاومة إلى السياسة بعد أن هيأت المجتمع والثورة التحريرية التي كانت الفاصل الحقيقي وبالتالي تحررت البلاد وبذلك مقاوماتنا الشعبية كانت نابغة من الزوايا الدينية والجمعيات القرآنية من الغرب والشرق إلى الجنوب، كل هذا مؤرخ ومسجل وهذا شرف للشعب الجزائري.
- مواقف الجزائر ثابتة ومن خرج عن ذلك فلا يلومن إلا نفس
هل من تعليق بخصوص التطبيع المغربي مع الاحتلال الإسرائيلي والخطر القادم من الحدود الغربية؟
هذا التطبيع هو سابقة خطيرة في تاريخ المغرب العربي والشمال الإفريقي لأن موقف الأمة معروف بسبب الأراضي المغتصبة وما يعانيه إخواننا في فلسطين، والخطوة التي أقدمت عليها دولة جارة للجزائر، عبرت عنها الدولة رسميا وهي مرفوضة، مواقف الجزائر ثابتة ومن خرج عن ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
هل توجد نية من أجل جعل مسجد الجزائر قبلة للطرق الصوفية بالجزائر؟
مسجد الجزائر يعد مشروعا حضاريا يتشارك فيه كل المجتمع الجزائري بذاكرته وعلمائه، واليوم لدينا الآن العديد من الكليات في الشريعة تكون وتخرج الأساتذة والدكاترة، وجامع الجزائر سوف يكون منظومة دينية لن تكون مميزة في الجزائر فقط بل تكون أحد أقطاب الأمة الإسلامية.
- جامع الجزائر سيكون مناسبا من أجل القيام بمهمة الفتوى
تابعنا سجالا حول جواز الاحتفال بالمولد النبوي من عدمه، هل حان الوقت لاعتماد مفتي الجزائر أم لا؟
بالنسبة للفتوى فلدينا اليوم وزارة الشؤون الدينية، فيها متخصصون يفتون في الأمور التي تتعلق ببعض المستجدات، لكن بالنسبة لمنصب المفتي العام فجامع الجزائر هو مؤسسة دينية كبرى وحين افتتاحه سيكون مؤسسة دينية ومسجدية متكاملة.