تؤكد المحامية والحقوقية فاطمة الزهراء بن براهم اليوم بمنتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بمناسبة إحياء الذكرى ال169 لمحرقة الأغواط أن هذه الأخيرة جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
وتوضح أن محرقة الأغواط التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بقيادة الجنرال بيليسيي باستعمال الغاز الكيميائي الكلوروفورم من 21 نوفمبر إلى 4 ديسمبر 1852.
وتقول : ” فرنسا تريد التستر على هذه الجريمة التي أبادت فيها ثلثي سكان الأغواط باستعمال هذا الغاز القادر على تدمير الأعضاء الداخلية للإنسان وشله إلى غاية الموت”.
وتضيف بن براهم أن عدم اعتراف فرنسا بهذا التاريخ بكونه أول استعمال للسلاح الكيمياوي على المستوى الدولي مرده تستر فرنسا وعدم وجود كتب أو وثائق تتحدث عن هذه المحرقة.
وفي هذا الصدد تدعو الحقوقية المؤرخين إلى إعادة كتابة تاريخ استعمال السلاح الكيمياوي في العالم، وتنسيق العمل للتحضير لوثائق تاريخية وسندات قانونية تسمح بمحاكمة فرنسا على الأعمال الإجرامية التي قامت بها.
حرق ما يقارب 2500 شخص أحياء
ويصف أستاذ التاريخ مزيان سعيدي المختص في التاريخ العسكري والاستراتيجية العسكرية الجرائم التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية في الأغواط بالهولوكوست.
ويستند الباحث الى مراسلات الضباط الفرنسيين والتي أثبتت أنه تم إبادة ثلاثة أرباع سكان الأغواط في 4 ديسمبر 1852 بعد مقتل نحو 2500 شخص على يد ضباط الاحتلال الفرنسي.
ويوضح سعيدي أن الاستعمار الفرنسي عندما تعذر عليه الوصول إلى الصحراء الجزائرية عمد إلى احتلال بوابة الصحراء باستعمال المدفعيات الممتلئة بمادة الكلوروفورم التي أدت إلى تنويم السكان وشل أعضائهم، ثم وضع ما يقارب 2500 شخصا من بينهم أطفال في أكياس وحرقهم أحياء، ولم تكتف فرنسا بذلك فقام جنودها بسلب ونهب كل الحلي الذي كان يملكه السكان واقتلاع النخيل وترحيل بقية سكان الأغواط.
ويضيف أن جثت الضحايا بقيت مكانها لمدة 6 أشهر لتصبح فريسة للكلاب.