بدأ الحديث عن “الأوميكرون” الجديد يأخذ منحنى تصاعديّا مع الإجراءات الوقائية التي اتخذتها كثير من الدّول بقصد الحدّ من انتشاره.
ولقد أضفى تقرير منظمة الصّحة العالمية بعض التّخوف، بالنظر إلى (عبقرية) المتحور الجديد وقدراته العجيبة على إنتاج متحوّرات جديدة قد تصل إلى الثلاثين نوعا، وهو ما ألقى الرّعب في قلوب أولئك الذين تعطّلت مصالحهم دون أن يجدوا يداً تمتدّ إليهم ولا عينا تشفق عليهم، فاضطروا إلى مكابدة الصّعاب بمفردهم..
ولن نحيط بآلام كل الذين تضرّروا من موجات كوفيد المتتالية، بداية من التّجار إلى العمال اليوميين الذين يكدحون، في الغالب، دون أيّ توثيق يضمن حقوقهم، ومع هذا يواصلون مضغ مرارة الأيام من أجل تحصيل خبز اليوم واللّيلة، في انتظار يوم جديد.. ولا يختلف عنهم أصحاب المستثمرات الصغيرة الذين حاصرهم الحجر، وقطع أرزاقهم وأرزاق كثيرين من ورائهم، وكثيرين آخرين في مختلف القطاعات. غير أن عادة المحن أنّها تقوّي المصاب وتزيده حكمة وحنكة في التعامل مع الظروف الصعبة. والأرزاق، أولا وأخيرا، بيد الرزّاق، فلا خوف عليها أبدا..
نقول هذا كي ننبّه إلى ضرورة التعامل مع هذا الأوميكرون بعقلانية أكثر، فالخبرة المكتسبة من الموجات السّابقة، تتيح مساحة كافية للتعامل مع المتحوّر الجديد بطريقة فعّالة، وهذا مقتضاه في البداية، الصّرامة مع كل وافد إلى البلاد، حتى لا نقع مرة ثانية في فخّ العرس الذي أطلق شرارة الكوفيد أوّل مرة.
أمّا إجراءات الوقاية العادية فهي معروفة، ولقد دأب عليها النّاس حتى صارت من سلوكيات يومياتهم، مع بعض التهاون الملحوظ. وعلى هذا، لا نرى ما يدعو إلى حجر كامل، ونعتقد أن الالتزام بقواعد السلامة، التزاما حقيقيا، يكفي من أجل تجاوز المحنة المرتقبة..
هذا مجرّد رأي، أحسسنا بضرورته لما وجدنا عليه حال الناشرين الجزائريين، فهؤلاء يعيشون المآسي قبل الكوفيد، بسبب واقع سوق الكتاب، فكيف يمكن تصوّر حالهم بعده؟!.. وهم وحدهم الذين لم يحظوا، ولو بنظرة شفقة..