أكد المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية، سمير قايد، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن الوكالة عازمة على “المحافظة على مكانتها الريادية في الفضاء الإعلامي”، من خلال مجموعة ورشات أطلقتها في هياكلها التحريرية لتطوير الخدمة العمومية.
قال قايد، في كلمة له بأشغال اليوم الدراسي الذي نظمته وكالة الأنباء الجزائرية بالمركز الدولي للمؤتمرات بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيسها، أن وأج “عازمة على المحافظة على مكاسبها ومكانتها الريادية في الفضاء الإعلامي الوطني وفي الخارج، ومصرة على المضي نحو المساهمة في تطوير حقل الإعلام الوطني”، مشيرا إلى أن هذا المسعى “يحظى باهتمام بالغ ورعاية كبيرة من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون“.
واعتبر أن وكالة الأنباء الجزائرية “كانت ولا تزال مرجعا إعلاميا وطنيا في الخدمة العمومية الهادفة لمرافقة معركة البناء والتشييد بعد الاستقلال والدفاع عن مصالح الأمة، وكلها حرص على اتخاذ أرقى مناهج وأدوات المهنة في إيصال صوت الجزائر في العالم والتعبير عن المواقف التاريخية الثابتة لبلدنا”.
وأضاف المدير العام أن الوكالة “لم تتوان في السعي إلى تطوير أدائها المهني وفق المتغيرات المتتالية والاجتهاد في الارتقاء بالمحتويات الخبرية، لا سيما في ظل التحول الرقمي والتطور التكنولوجي”.
وأكد أنه لتحقيق هذه الأهداف “النبيلة” ولتحسين عملها الإعلامي، ولأنها أيضا “مصدرا للمؤسسات الإعلامية الوطنية والدولية المتعددة الأصناف، ولترقى أيضا إلى تطلعات مشتركيها”، فقد أطلقت وكالة الأنباء الجزائرية مؤخرا “مجموعة من الورشات على مستوى هياكلها التحريرية تستهدف تطوير الخدمة العمومية في مجال اختصاصها”.
وقامت الوكالة بتطوير البرقية من حيث “الشكل ومن جانب صيغ معالجة المحتوى، والاهتمام المتواصل بخدمات الانفوغرافيا والفيديو-غرافيا ورفع مستوى الأداء من جانب إنتاج المحتويات الإعلامية متعددة الوسائط، بما فيها خدمات التغطية السمعية البصرية”.
وكشف المتحدث أن الوكالة “شرعت في تطوير وتفعيل الآليات المتعددة لليقظة الإعلامية لدحض الأخبار الكاذبة وتنوير الرأي العام بالحقائق بالموضوعية والنزاهة والاحترافية”، وعيا منها بـ”الضروريات الملحة التي تمليها الظروف الراهنة لاسيما ضمن سياق ما يعرف بحروب الجيل الرابع وإدراكا منها للحملات الإعلامية التي تستهدف وطننا من قبل أوساط لا تخدمها مواقف بلدنا”.
مكاتب ولائية جديدة
وأشار المدير العام إلى أن المؤسسة “تراهن على تعزيز انتشارها على المستوى الوطني”، وتسهر أطقمها الصحفية والتقنية على ضمان “خدمة عمومية ذات جودة، من خلال ضمان تغطية إعلامية جادة وهادفة وبروح من المسؤولية العالية، تسلط الضوء على مختلف اهتمامات المجتمع الوطني إزاء القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والدولية وغيرها”.
وبهذا الصدد، سعت الوكالة مؤخرا لوضع “آلية تسمح لها بتعزيز هذا الانتشار عن طريق الانسجام مع تطور التقسيم الإداري للبلاد، حيث انطلقت في استحداث مكاتب في الولايات العشر الجديدة، دون إغفال الجهود المضنية من جانب تطوير الإعلام الجواري بهدف تعزيز حق المواطن في إعلام موضوعي ومسؤول والمساهمة في تدعيم روح التضامن الوطني بمختلف أبعاده”.
موقع جديد بالإسبانية قريبا
وموازاة مع ذلك، أكد قايد أن الوكالة تسعى إلى “تحيين انتشارها دوليا، من خلال تفعيل مكاتبها في الخارج، دعما لصوت الجزائر دوليا ولمرافقة دبلوماسيتنا الرائدة في الخارج وتمكين جاليتنا من هذا المنبر الإعلامي الوطني للتعبير عن اهتماماتها وانشغالاتها وطموحاتها“.
وأعلن أن الوكالة تعتزم “استحداث موقع جديد بالإسبانية قريبا، لما لهذه اللغة الأجنبية من أهمية من حيث التداول والتفاعل الدوليين، لا سيما على مستوى قارة أمريكا الجنوبية وغيرها“.
وتحرص الوكالة -مثلما قال- على “تطوير الخدمة العمومية على مستوى مختلف مواقعها الالكترونية بلغات متعددة، لجعلها أكثر فعالية وكذا على مستوى صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي”، إلى جانب “تطوير التعاون الدولي والتكوين” وهو المجال الذي أكد أنه يكتسي “أهمية جد بالغة في ورقة الطريق الجديدة لتسيير الوكالة“.
مؤسسة ولدت من رحم الثورة
وبذات المناسبة، استذكر المدير العام أمجاد ونضالات من صنعوا مجد وكالة الأنباء الجزائرية طيلة ستة عقود، بعد أن وضع لها روادها الأوائل “أسس الانطلاق في خضم ثورة التحرير المجيدة”.
وأعرب عن اعتزاز الوكالة بـ”تاريخها الإعلامي الوطني الحافل المستمد من روح الفاتح نوفمبر المجيد، وافتخارها بأنها مؤسسة وطنية ولدت من رحم الثورة المظفرة وذراعها الإعلامي الذي ساهم آنذاك في إيصال صوت قضيتنا النبيلة إلى مختلف بقاع العالم في سياق المقاومة التي تكللت باسترجاع السيادة الوطنية“.
وشدد السيد قايد على أن الوكالة ترفع حاليا “تحدي العصرنة والتطور في عملها لمواكبة تطلعات أمتنا في الازدهار والرقي من خلال أداء إعلامي راق يحتكم لمبادئ المهنية وأخلاقياتها”.