مع انطلاق منافسة كأس العرب بالدوحة، كانت صورة العالم الجزائري بلقاسم حبّة تزيّن محيط «ستاد» البيت المونديالي، وقد كُتبت عليها عبارة: «عالم فيزياء أمريكي جزائري»، وتحت عنوان كبير هو «الطيور المهاجرة»، اعترافا بهذا العقل وعقول أخرى قدّمت خدمات جليلة للإنسانية.
هو العالم نفسه الذي زار منذ أيام جامعات بسكرة وتقرت وورقلة، بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام، التي يبدو أنها وقعت في فخّ مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تتسابق على نقل أخبار «مونيا» و»نوميديا» و»بيلو» وغيرهم من نجوم الإثارة، بحثا عن متابعة أكثر وطمعا في عدد أكبر من الإعجابات على مواقع التواصل التابعة لها.
وقبل أن تتباهى بعض وسائل الإعلام بالعبقري الجزائري، الذي تجاوزت براءات اختراعاته المئات، كان أصيل مدينة المغيّر قد عانى الأمرّين، ولم يتمم فرحة نيله شهادة البكالوريا بتفوّق عندما سجّل للدراسة بجامعة هواري بومدين بباب الزوّار، بينما أعطته مديرية الخدمات الاجتماعية غرفة في مدينة قسنطينة، وكان مخيّرا بين التنقل يوميا مئات الكيلومترات أو التوقف عن الحلم والعودة إلى بلدته الصغيرة.
وعندما اختار طريقا ثالثا وكان الشارع مأواه، وأتمّ دراسته، كان يحلم بخدمة بلده بالتدريس في إحدى جامعاتها، لكن الحلم تحوّل مرة أخرى إلى كابوس واضطر للهجرة من جديد إلى حيث البيئة الحاضنة للإبداع والتميّز، لتتفجّر عبقريته باختراعات متوالية يزداد عددها عاما بعد آخر.
وبينما كان عالمنا بلقاسم حبّة، يعيش صراعا نفسيا بين البقاء والهجرة، كان الرئيس الراحل محمد بوضياف يخطب في مدينة عنابة، ويقول: «فاتونا بالعلم» ولم يكمل عبارته إلا ورصاصة غادرة ترديه قتيلا.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق