أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أن الجيش الصحراوي بات مرغما على تطوير كفاحه المسلح بطريقة تتماشى مع التطورات التي تشهدها الحرب في الصحراء الغربية بعد أكثر من سنة من خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار.
قال الرئيس الصحراوي، في حوار خص به التلفزيون الجزائري، إن الحرب متواصلة ولم تنته بعد”، مبرزا إن “مساعي القيادة الصحراوية في تهدئة الشارع الصحراوي لانتظار صحوة الضمير لدى المجتمع الدولي، على رأسه مجلس الأمن الدولي، تلاشت مع نسف المغرب مخطط التسوية حيث خرج الشعب على بكرة ابيه في كل مكان ليمتشق البنادق مرحبا بالشهادة إلى غاية افتكاك حريته”.
وبالنسبة لتصعيد الحرب، أوضح الرئيس الصحراوي انه من “الضروري عدم استباق الأحداث باعتبار أن الحرب تفرض قانونها الذي يتماشى مع الأساليب الجديدة”، مضيفا أن الشعب الصحراوي “مصر ومصمم على تطوير كفاحه المسلح الى غاية ايصال المحتل لأن يسلم بأن سياسة التعنت والهروب إلى الأمام وحرب الإبادة لن تجدي نفعا”.
ومضى في ذات السياق يقول : “ان الحرب في طبيعتها تتطور فكل مرحلة تكون أكثر عنفوانا من سابقتها و اكثر تأثيرا على المستوى النفسي والمادي على المحتل”، وفي هذا المقام شدد على ان جيش التحرير الشعبي الصحراوي “يمتلك المبادرة وهذا هو جانب التفوق الكبير الذي يميزه عن الجيش النظامي المغربي المتخندق والثابت في مواقعه”، مضيفا بالقول : “نحن نضرب حيث شئنا ومتى شئنا”.
وتماشيا مع متطلبات المرحلة، كشف الرئيس غالي بأن الجمهورية الصحراوية بصدد تطوير تحالفات عسكرية مع دول أخرى ذات مبادئ داعمة للقضية الصحراوية، بما في ذلك التوقيع على اتفاقيات جديدة لدعم مباشر للكفاح المسلح الصحراوي.
وردا على سؤال حول الحرب التي يشنها جيش التحرير الصحراوي ضد قوات الاحتلال المغربية المتمركزة في تحصيناتها للجدار العسكري الذي يفصل الصحراء الغربية، أوضح الرئيس بأنه “على الرغم من الإستخدام الكثيف خلال الشهرين الماضيين للطائرات المسيرة من قبل الإحتلال المغربي، لم يتمكن الأخير من صد هجمات الجيش الصحراوي، حيث كانت أكثر من 90 بالمائة من ضرباته ضد أهداف مدنية”.
وحسب السيد غالي، فإن القيادة العسكرية للمحتل المغربي تبعث منذ 19 نوفمبر 2020 برسائل ومعلومات الى وحداتها لأن تسقط أي هدف مدني، مستخدمة وسائط حربية جديدة لاسيما الطائرات المسيرة.
وبعد سنة من عودة الحرب، قال غالي إن الخسائر العسكرية في صفوف الصحراويين تبقى “ضئيلة للغاية”، متأسفا في ذات السياق “للخسائر الكبيرة التي لحقت بالمدنيين”، في إشارة إلى المجازر الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال المغربي شهر نوفمبر الماضي والتي خلفت خسائر في الأرواح بين الصحراويين والجزائريين.
وفيما يخص الخسائر التي لحقت بقوات الاحتلال المغربية، أشار إلى أن “خسائر العدو لا تحصى، حيث وفي هجوم واحد لمقاتلي الجيش الصحراوي على قاعدة عسكرية على جدار العار، قتل نحو 53 جنديا مع سقوط عدد كبير من الجرحى”.
وشدد الرئيس غالي في الأخير على أن “الاستعمال المكثف لإرهاب الدولة ضد المواطنين المدنيين العزل من قبل النظام الملكي المغربي الإرهابي التوسعي، لن يؤثر على عزيمة المواطن الصحراوي و استعداده للشهادة والتضحية ولا على إرادته في مواصلة الكفاح”.