أكّد الخبير الاقتصادي والناشط الحقوقي، فؤاد عبد المومني، أن المغرب خسر بإبرامه اتفاق أمني مع الكيان الصهيوني جزءا من استقلاله.
صرّح عبد المومني وهو أيضا عضو في مجلس إدارة المنظمة غير الحكومية «ترانسبارنسي انترناشيونال ماروك»، قائلا «بإبرامها هذه الاتفاقات مع إسرائيل، تخسر المملكة جزءا من استقلالها بالنظر لدخول المخابرات الإسرائيلية للبلاد واطلاعها على معلومات حساسة بشأنه».
وعقب الزيارة التي أجراها وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتز إلى المغرب بتاريخ 24 نوفمبر الماضي، تم التوقيع على اتفاق تعاون أمني وعسكري بين البلدين، مما أثار غضب المجتمع المغربي الذي نظم عدة حركات احتجاجية.
حاليا، «هناك نوعان من المظاهرات الشعبية في البلاد»، يحاول المغرب تجاهلها من خلال تطبيق التعتيم الإعلامي، يقول الخبير الاقتصادي.
وأوضح المتحدث أن «هناك مظاهرات بادر بها شبان مرشحون للتوظيف في قطاع التربية الوطنية، الذين يحتجون على نوع العقد الذي يوظف على أساسه الأساتذة حاليا، ويطالبون بإدماجهم في الوظيف العمومي، مضيفا أنه «فضلا عن هؤلاء، هناك مئات الآلاف من المتخرجين الذين ينتظرون التوظيف».
ومن جهة أخرى، تطرق الخبير في الاقتصاد إلى نوع ثاني من المظاهرات المتمثلة في النداءات المناهضة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل والرافضة لزيارة وزير الدفاع الصهيوني، بيني غانتز التي تم خلالها إبرام اتفاق تعاون أمني وعسكري بين البلدين.
وذكر الناشط الحقوقي، أن هذه المظاهرات «قد جمعت عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة في العديد من المناطق تعرضوا للاضطهاد والتعنيف». وأسرد المتحدث بالقول أن «معظم المنظمات التي دعت المواطنين إلى المشاركة، على غرار المرصد المغربي ضد التطبيع، قد اعتبرت أن الاتفاق الأمني المبرم بين البلدين يشكل خطرا حقيقيا بالنسبة للملكة المغربية والمنطقة أجمع».
وأكد الخبير الاقتصادي أن «كل الشعارات التي تم رفعها خلال المظاهرات هي مغربية»، مضيفا انه «في الآونة الأخيرة أصبحت الشعارات المعادية للنظام أكثر تواجدا».
وبخصوص غياب التطرق إلى هذه الحركات الشعبية في المغرب من طرف وسائل الإعلام الدولية، أوضح المتحدث أن «سياسة تكميم أفواه الصحافة من طرف الدولة المغربية تلعب دورا هاما لكن تبقى فعاليتها على المدى القصير فقط».
وختم الخبير الاقتصادي بالقول: «ستعرف التوترات الداخلية الناجمة عن عجز الحكومة على الاستجابة للتطلعات الشعبية في المجتمع تصعيدا تدريجيا مع مرور الوقت بسبب غياب آفاق تحسن اقتصادي واجتماعي في ظروف الالتزامات الحالية للدولة المغربية».
التّطبيع..استعمار جديد
من جهته، اعتبر مفكر مغربي، أن ما وصفها بمحاولات التطبيع التي تجري مع إسرائيل بمثابة استعمار جديد لبلاده.
جاء ذلك وفق المفكر بنسالم حميش، في ندوة سياسية تحت عنوان «المغرب إلى أين؟»، نظمتها مؤسسة عابد الجابري (غير حكومية) بالرباط الخميس.
وقال حميش، وهو وزير الثقافة الأسبق: «محاولات التطبيع التي تجري مع إسرائيل، هي بمثابة استعمار جديد للمغرب، يحدث بطريقة أخرى».
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق