صرح الكاتب الفلسطيني، ماجد عزام، أنه من الصعب على نظام المخزن الارتقاء بالعلاقات مع الكيان الصهيوني من “تطبيع إلى تحالف استراتيجي”، مثلما تروج له اسرائيل، بسبب “الأثمان الباهظة” التي سيدفعها المغرب داخليا وخارجيا بعد الرفض الشعبي لهذه العلاقات داخل المملكة وبكل المنطقة المغاربية والأفريقية.
يرى ماجد عزام في مقال له بالموقع الاخباري “عربي 21” أن ما يجري بين المغرب والكيان الصهيوني منذ عام تقريبا هو “أكثر من تطبيع وأقل من تحالف استراتيجي”، رغم وجود بنى تحتية ناجمة عن “العلاقات التاريخية شبه العلنية لنظام الأب والابن -الملك الرحل الحسن الثاني وابنه محمد السادس- بالمغرب مع الكيان الاسرائيلي، والتي تسارعت بوتيرة ملحوظة وعلى عدة مستويات اقتصادية، مع السعي لعقد اتفاقيات ورفع التبادل التجاري والتحضير لعقد منتدى لرجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين خلال الفترة القادمة”.
ورغم ذلك، يضيف، التطبيع الاقتصادي “سيظل محصورا في قطاعات محدودة، ولن يمر أو يتوسع مجتمعيا في ظل الرفض الشعبي الواسع والقاطع له”، كما سيظل التطبيع الامني “محصورا في قطاعات نخبوية ورسمية بعيدا عن الشارع الغاضب والرافض”.
وأوضح ان “منسوب الغضب الشعبي في المغرب سيتصاعد مع الوقت وسيشعر النظام أنه من الصعوبة التوسع في التطبيع أو تحويله إلى تحالف في ظل الأثمان الداخلية الباهظة له وأهم من ذلك بالطبع الرفض الشعبي عبر كل ارجاء المملكة”، مستدلا بالتظاهرات العارمة التي جرت في 36 مدينة مغربية ضد التطبيع.
وابرز “رغبة إسرائيل في استغلال التطبيع مع المغرب للتغلغل إلى وسط وغرب افريقيا، وتأجيج الخلاف وصب الزيت على النار بين المغرب والجزائر”، مشيرا الى انه “من الصعوبة أيضا تصور تنسيق وعمل مشترك إسرائيلي مغربي جدي اقتصادي أو عسكري، قياسا للأثمان الباهظة محليا وإقليميا وافريقيا أيضا التي سيضطر النظام إلى دفعها”.
وخلص الكاتب الفلسطيني في ختام مقاله، الى ان النظام المغربي “سيعي آجلا أم عاجلا أن التطبيع يضر به وبشرعيته مباشرة، وسيعود مع الوقت إلى نمط التطبيع
التقليدي ولو بتحديث (…) لكن بالتأكيد دون أن يصل الأمر إلى حد التحالف الاستراتيجي، كما يروج الكيان الصهيوني، لجعله حقيقة واقعة مفروغ منها، ولإحباط مقاومي التطبيع في الشارع المغربي، وحتى احباط الشعب الفلسطيني نفسه بحجة تخلي إخوانه عنه”.