«عندما تضيق بكم السبل عليكم بالتوجه إلى الجزائر”، بهذا أوصى الراحل ياسر عرفات، أبوعمار الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، مستنيرا ببوصلة التاريخ ومعالم الذاكرة، التي سطرتها مواقف الجزائر المبدئية وصاغتها إرادة شعبها الطلائعي، داعما الشعب الفلسطيني وفقا للشرعية الدولية بكل ما تحتاجه معركة الكفاح من أجل الحرية وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
بنفس الثبات والصدق، تأكدت نفس القناعة من خلال زيارة الرئيس محمد عباس ليصدح صوت فلسطين من أرض الجزائر مجددا، حتى يسمع القاصي والداني آلام وتطلعات الفلسطينيين للحرية والاستقلال وسط مناخ عربي برزت فيه خيانة البعض وتواري البعض الآخر تحت مشاريع التطبيع التي ترهن إرادة الشعوب العربية بشكل يخدم مصالح الكيان الصهيوني، ما زاده تماديا في ارتكاب جرائم الإبادة في كل يوم ضد الفلسطينيين العزل في غزة والضفة الغربية.
من تقتيل للمدنيين واعتقالات واسعة النطاق للشباب، إلى هدم للمساكن وتعد صارخ على الأماكن المقدسة يستبيح الاحتلال الصهيوني حقوق الشعب الفلسطيني المتطلع للدعم والمساندة من أجل استرجاع حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة، ضامنها الأساس تضامن عربي شامل وصريح وفقا للقانون الدولي ولوائح الأمم المتحدة، ينبغي أن يعاد تأسيسه في القمة العربية المقبلة، وفاء للتاريخ والتزاما بالتعهّدات السابقة المتضمنة في المبادرة العربية المعلنة في قمة بيروت.
لذلك، فإن القمة العربية التي تحتضنها الجزائر في مارس المقبل، سوف تسمح باسترجاع المبادرة من أجل تصويب المسار، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة، بما في ذلك رفض توسع الاستيطان الذي يقضم مساحات ويجرف مزارع ويصادر المياه، مستفيدا من دعم حلفائه التقليديين والتغيرات العالمية التي أعادت ترتيب أولويات القوى النافذة، زادها انخراط البعض في مشاريع الخيانة بشكل غير مسبوق، أمر تستهجنه كثير من الدول العربية التي تتمسك بالحد الأدنى للتوافق العربي.
ولعل أفضل دعم للفلسطينيين اليوم، علاوة على المرافقة المادية المالية، مساعدتهم على لمّ الشمل وإعادة توحيد الصف، وهو ما تقود إليه ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية، أعلن عنها الرئيس تبون، أمس، لتكون محطة أخرى بعد محطة إعلان ميلاد دولة فلسطين من أرض الجزائر سنة 1988.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق