أكدت افتتاحية مجلة الجيش، أنه بإجراء انتخابات المجالس البلدية والولائية يوم 27 نوفمبر الفارط، تكون الدولة قد تزودت بتقاليد جمهورية جديرة بدولة عصرية ووضع لبنة أخرى ضمن سلسلة الإصلاحات المؤسساتية الشاملة التي تضمنها البرنامج الرئاسي.
وأشارت افتتاحية المجلة لشهر ديسمبر أن انتخابات نوفمبر المنصرم “آخر لبنات البناء المؤسساتي للدولة، وتحقيق تطلعات المواطنين في حياة أفضل و”إيصال الجزائر إلى بر الأمان والاستجابة للتغييرات المأمولة من طرف المواطنين”، مثلما أكده السيد رئيس الجمهورية في رسالة له بمناسبة الذكرى 67 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المظفرة”.
وأوضحت المجلة أنه ما من شك أن هذه الإنجازات التي تحققت ضمن مسار البناء الوطني وفي وقت زمني وجيز ووفق جدول زمني مدروس بعناية، من شأنها أن تمكن “شعبنا الأبي من تحقيق آماله وتطلعاته تدريجيا، بما ينعكس على حياته اليومية إيجابا وبما يفضح مرة أخرى نوايا دعاة التيئيس ومن يواليهم ويقف من ورائهم، مثلما يكشف عن مآربهم الخبيثة ومحاولاتهم اليائسة والمتكررة لاستهداف مقومات الدولة وأسسها”.
واعتبرت أن هذه المحاولات تواجهها مؤسسات الدولة بقوة وحزم وصرامة، فأحبطت بعضها في المهد وكشفت عن خيوط بعضها، مصممة بذلك على أن تسلك النهج الذي خطه شهداؤنا الأبرار بدمائهم الزكية، وهو نهج سيجعل بلادنا، رغم كيد الأعداء، دولة قوية، مهابة الجانب، متمسكة بمبادئها سيما عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإقامة علاقات تعاون مع الغير.
وقالت الافتتاحية إن هذا يحدث في وقت يتجه فيه المخزن المغربي إلى تصعيد أعماله العدائية تجاه بلادنا، فبتحالفه مع كيان غاصب، وتمديد “تعاونه” معه ليشمل الجانب العسكري والأمني، يثبت المخزن المغربي هذه المرة وبما لا يدع مجال للشك أنه ماض في آخر فصل من فصول الخيانة والتآمر على القضية الفلسطينية، بغرض تصفيتها خدمة للصهيونية.
وأشارت أن جار السوء لم يبع القضية فحسب، بل بلغت به العمالة حد إتاحة المجال للكيان لوضع موطئ قدم له بمنطقة ظلت وإلى وقت قريب عصية ومحرمة عليه.
وأضافت أن المخزن يحاول أن يظهر أمام المجتمع الدولي بمظهر الدولة المسالمة التي لا تكن العداء للكيان الصهيوني، رغم اغتصابه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واحتلاله لأراضي دول عـربـيـة، بـل وضـمـهـا.
واردفت أنه مقابل ذلك يغض الطرف عن احتلاله للأراضي الصحراوية وتشريد شعبها وسلب خيراتها وإتاحة المجال أمام شركات أجنبية لنهب مقدرات الشعب الصحراوي، ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع بتجاهل قرارات الشرعية الدولية التي تصب جميعا لصالح تقرير مصير الشعب الصحراوي وحقه في إقامة دولته المستقلة على أراضيه.
وذكرت افتتاحية المجلة أن “الظرف الذي تمر به منطقتنا، يستدعي، مثلما أكده رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنفريحة: “تعزيز أواصر وحدتنا الوطنية، والعمل على إبراز ما يجمعنا والابتعاد عما يفرقنا، واستعادة الثقة في قدراتنا وإمكانياتنا”.
وعلى هذا الأساس، تؤكد المجلة أن الحرب المعلنة والأخرى الخفية التي تشن ضد بلادنا والتكالب الشرس عليها باستخدام ما أصبح يعرف بحروب الجيل الجديد، سيكون مالها الفشل الذريع أمام وعي الشعب بحساسية المرحلة، وقدرة بلادنا شعبا وجيشا على مواجهة كل التحديات ودحر كل محاولة للمساس بأمنها واستقرارها.
واختتمت الافتتاحية أنه “سيبقى الجيش الوطني الشعبي كما عودنا، في خدمة الجزائر وشعبها، لا يتأثر بالشائعات ولا يأبه بالأكاذيب، عصيا على الأعداء والخونة، وفـيـا لمبـادئ نوفمبر ومخلصا لأمـانـة الشهـداء البررة”.