الشعب جزء مضيئ من حياتها، قضت فيها جزءا كبيرا من شبابها، احتضنتها وهي شابة لتغرس فيها حبّ مهنة المتاعب والإنتماء للعنوان الذي ظلت مرتبطة به حتى بعد أن أحيلت على التقاعد في جانفي 2016 ولم تتردد في قبول دعوتنا والحضور إلى الجريدة بالرغم من إلتزاماتها، إنّها الصحفية دليلة أوزيان.
اقتحمت عالم الصحافة في ظروف استثنائية وهي شابة في العشرينيات من العمر وكان ذلك فترة التسعينيات، حيث كنا نتخبط في عشرية دموية، لأكثر من 24 سنة اشتغلت بالقسم الوطني وآخر قسم عملت به هو قسم المجتمع والمنوعات، الذي كان يتطرق إلى مواضيع منتقاة تمس المواطن الجزائري.
تقول:» لا يمكنني التخلص من هذا العنوان الذي يسري في دمي بالرغم من أني أحلت على التقاعد في جانفي 2016، إلاّ أنّ الجريدة ما تزال في وجداني بحكم السنوات التي قضيتها فيها «.
وتضيف :» هذا العنوان يشرفني أنني إشتغلت به منذ سنة 1992، حجم الجريدة كان كبيرا وكذلك الصفحات إلى درجة تجد صعوبة في ملئها بالمادة «.
تكفلت دليلة بإعداد صفحة المنوعات والمجتمع وأحيانا كثيرة تعمل في القسم الوطني عندما يستعين بها رئيس التحرير، غطت كثيرا نشاطات وزير الصحة المرحوم يحيي قيدوم الذي تحتفظ بذكرى طيبة عنه لتواضعه وإنسانيته.
وتؤكد :»مهنة الصحافة رسالة نبيلة، بالرغم من الوضع الأمني كانت لنا همة وصبر ونأتي باكرا لتحرير المادة المتعلقة بصفحة المجتمع. ومعالجة البرقيات من وكالات الأنباء الأجنبية».
وتشير دليلة أنّ قسم المجتمع إضافة كبيرة للجريدة وقيمة، وترى أنه لابد من دراسة ظواهر إجتماعية والإستعانة بالخبراء ودراسة كل ظاهرة على حدى ورصد أراء المواطنين تتطلب عملا ميدانيا.
وتضيف أنّ الصحفي شريك أساسي في هذا المجال يطرح فرضيات ويجيب عنها، والعمل الميداني مهم. والظاهرة الاجتماعية لا تعالج بالهاتف بل يجب محاورة الأطراف المعنيين ويمكن أن تكون موثقة والحلول تعطى عن طريق مختصين مؤهلين، بناء على ذلك نبني المقال ونشارك في حل مشاكل المجتمع.
وتروي صحفية الشعب المراحل الصعبة التي عاشتها خلال الأزمة الأمنية التي مرت بها الجزائر بالقول: «كنا نشتغل في محيط غير آمن أتذكر في أحد الأيام كنت رفقة السائق كريم شيحاوة قادمين من تغطية لندوة وزير الصحة آنذاك المرحوم يحيي قيدوم، وعندما وصلنا بالقرب من مقر الجريدة الذي كان بحسين داي وقع اشتباك إختبأنا تحت مقعد السيارة كي لا يرانا أحد إلى غاية انتهاء الإشتباك، كان الوضع مخيفا لا يمكن نسيان تلك الفترة».
وتضيف دليلة :»التجربة في الإعلام إضافة لي تبقى إيجابية، من يكون له رصيد إعلامي يجب أن توفر له بيئة عمل تساعده ولا يترك رصيد سنوات يذهب هباء منثورا، ونحن نفتقر لذلك، التجربة تجعل الصحفي يحترم الوقت ويتحلى بالخصال الحميدة ويكتسب الكفاءة».
أجمل ذكرى تحتفظ بها دليلة هي أنها مارست العمل في جريدة «الشعب» العريقة سواء بسلبياتها أو إيجابياتها وبقيت تحب هذا العنوان الرمز وتقول:» نشعر بالإنتماء لهذا العنوان الرمز والحنين يدفعني لشراء الجريدة يوميا، هي جزء من حياتنا، ما أزال أحتفظ بنسخة من الجريدة بالحجم الكبير وأحرص على أن لا تتلف صفحاتها لمكانتها في قلبي».
وترى دليلة أنّ الجريدة الورقية لها أهلها وتقول:» بالرغم من التطور التكنولوجي تبقى الصحيفة الورقية لها أهلها ويستحيل الإستغناء عنها، أفضل لمسها وتصفح أوراقها».
وتضيف: «كل شخص حر في إستخدام الأنترنيت لكن إذا كانت المواضيع ذات قيمة وتثير إهتمام القارئ فإنّ الجريدة تصبح ذات مقروئية وتباع وتصبح الجريدة والخبز في نفس المرتبة، وذلك يتوقف على أداء الصحفي وقوة إقتراح المواضيع الجادة التي تلبي الطلب الإعلامي وتلقى صدى لدى المواطن».
وتشدد الإعلامية على وجوب أن يتحلى الصحفي بضمير وأخلاق في تناول المواضيع.