قال الصحفي المغربي، أبو بكر الجامعي، المعارض لنظام المخزن، إن النخب السلطوية في المغرب استنفذت الموارد التي تستخدمها للاستدامة في الحكم، مؤكدا على أن “السلطوية في مأزق لأنها لا تقبل بالإصلاحات التي من شأنها الدفع باقتصاد البلاد إلى الأمام، ولأن لهذا ثمن سياسي لن تقبل أن تؤديه”.
وأوضح الجامعي في ندوة نظمتها جماعة “العدل والإحسان”، أن “السلطوية في العمق هي استيلاء فئة من المجتمع على أدوات الدولة واستخدامها ليس لخدمة المجتمع بل للاستدامة في الحكم”.
وأبرز الجامعي أن النظام لم يعد له “الوقود” الذي كان يستخدمه سابقا كي يوهم بأنه يقوم بالإصلاحات، “وما يفاقم هذا الوضع هو المشاكل الاقتصادية ومعضلة الشباب العاطل خاصة في المدن لأن جل البلدان التي وقعت فيها المظاهرات ومحاولات تغيير النظام كلها بدأت بهذه الفئة من المجتمع”.
وأضاف: “نعيش منعطفا خطيرا جدا في المغرب لأن التركيبة الديمغرافية في البلاد تتميز بكون الشباب الذين تتراوح أعمراهم بين 15 و29 هي الأكبر في المجتمع، وهذا أحسن وضع يمكن أن تحلم به أي الدولة، لكن في الأنظمة السلطوية الشبيهة بالمغرب، التي تخفق في إحداث تركيبة مؤسساتية ومناخ يلائم التنافسية الاقتصادية والمقاولاتية، يتحول السلاح الديمغرافي الإيجابي إلى سلاح ضار بالفئات الحاكمة”.
وقال إن “شبان اليوم أكثر ذكاء فمعرفيا يملكون الانترنت ويعرفون ما يقع في باقي البلدان، وشاهدنا كيف خرجوا في مظاهرات 20 فبراير وفي الحركات الاجتماعية التي تلتها، والدولة المغربية فشلت في أن تخلق لهم فرص شغل وعيش كريم، وهم يدركون ذلك جيدا، و أي موجة جديدة من الاحتجاجات تعني أن هذه الفئة ستكون في مقدمتها”.
و أكد أنه “عندما نتحدث عن إصلاح حقيقي، فإنه من الضروري إعادة النظر في العلاقة بين المجتمع والدولة، حتى تكون الأخيرة في خدمة المجتمع وليس العكس، أي أن تستولي فئة على موارد الدولة المادية والرمزية لملاحقة المعارضين”.
وقال الجامعي إنه يعتقد أن هناك “استنفاذا للموارد السلطوية”، مسجلا “عدة أسباب مكنت النخب السلطوية من الوقوف مجددا”، لكن “حراك الريف كان منعطفا مهما تبعه خطاب آخر واعتراف بهزيمة ثانية هي فشل النموذج الاقتصادي، بعدما تم الاعتراف في 2011 بفشل النموذج السياسي”.
وأبرز أن الصورة السائدة للنظام المغربي، بكونه يحل المشاكل المعقدة ويجمع الطاقات الخلاقة والتكنوقراط والنخب الاقتصادية، “أظهرت تهافتها وبأنها غير صائبة”.
و اشار الجامعي إلى أن “هناك وهما يلعب به النظام منذ مدة هو الدوامة الإصلاحية، فعندما نستمع لخطب نخب النظام نجد دائما الحديث عن الإصلاح، لذلك يجب أن نتساءل عن هذه الدوامة الإصلاحية التي لا تحقق أي شيء مقابل المشاكل التي تتفاقم”.
أبو بكر الجامعي (ولد بالرباط سنة 1968) هو صحفي ومصرفي مغربي، تولى نشر صحيفتي “لو جورنال إبدومادير” (بالفرنسية) والصحيفة الأسبوعية (بالعربية).
منحته لجنة حماية الصحفيين الجائزة الدولية لحرية الصحافة سنة 2003. و انتقدت مقالات الجامعي حكم محمد السادس، لا سيما ما اعتبره “تباطؤه في تحويل المغرب إلى ديمقراطية دستورية”.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق