يسجّل فيروس كورونا منذ الأيام القليلة الماضية منحنى تصاعديا نسبيا في عدد الإصابات، حيث يعرف حالة نشاط وعودة يحتمل المختصّون في علم الفيروسات والأوبئة أن يكون الانتشار أوسع بسبب ظهور المتحور الجديد «أوميكرون»، خاصة أن هذا الأخير سجل لدى الأطفال في سن صغيرة جدا (لا يتعدى 5 سنوات).
هي عودة لفيروس متحوّر يؤكّد الباحثون أنّه يخفي أسرارا لم يكتشفوها بعد بالرغم من التكنولوجيات المتطورة المستعملة في عمليات البحث، كلما يحرزون تقدّما في البحث إلا ويفاجئهم بطفرات جديدة، ما يجعله أخطر وأشرس الفيروسات على الإطلاق، كون المضادات الحيوية لم تقض عليه.
الإشكال والعائق المثير للانشغال اليوم هو تحفض البعض ورفض آخرين أخذ اللقاح، ما جعل دولة عظمى تلجأ إلى دفع منحة مالية كوسيلة للتحفيز على أخذ الجرعات، بينما ترفض دول أخرى الالتزام بالتدابير الصحية من وضع الكمامة إلى التباعد الجسدي، أمر اعتبروه يحد من الحرية الشخصية على غرار ما عاشته بلجيكا من مظاهرات تعبيرا عن هذا الرفض، كما أن الموجة التي ضربت ألمانيا مؤخرا جعلت هذه الدولة تعيد النظر في سياسة محاربة الوباء الفتّاك.
كل هذه المعطيات تستدعي حيطة ويقظة أكبر، خاصة بعد الفتح الذي شمل المطاعم وقاعات الحفلات، مع التراخي التام المسجل في الأماكن العمومية ووسائل النقل الجماعي، ولعل إعلان ترسيم العطلة المدرسية أسبوعا قبل موعدها من التدابير الوقائية لمحاربة الفيروس بعد برمجة أسبوع التلقيح على مستوى المؤسّسات التعليمية من 12 إلى 19 من الشهر الجاري.
يبدو أنّ الفيروس مصرّ على مقاومة كل التدابير الوقائية والصحية، وقد وضع كثيرا من الأنظمة الصحية لدول كبيرة متطوّرة صحيا على المحك، فمتى نهاية دورة حياة هذا الفيروس المجهري، الذي دوّخ العالم فلم يستثن أي قطاع إلاّ وأتى عليه، بعد أن عطّل العجلة الاقتصادية على المستوى العالمي، وخلّف آثارا كبيرة على الجانب الاجتماعي