«ما كاين والو في هاذ البلاد»، عبارة ما يزال يردّدها البطّال الذي لم يجد عملا أو ليس له المؤهلات اللازمة للحصول على عمل، يرددها الطالب في الجامعة، الناس في الشارع وفي كل مكان، حتى الأطفال… وهذه كارثة عندما نسمعهم يقلدون الكبار في «ذهنية اليأس والإحباط» التي ترى النصف الفارغ من الكأس.
سلبية تامة في رؤية الأشياء يعرفها قاموس أكسفورد بالعدمية، والتي تعني «الإنكار الـمُطلق لكل فكر إيجابي، كالقيم الأخلاقية، أو الاعتقاد بأنه ليس ثمة شيء ذا قيمة».
وتظهر هذه «العدمية» جليّا في الحياة السياسية، بل أصبحت لصيقة بها. فالإحباط يلازم العملية الانتخابية، التي تعبر عنها الأوراق الملغاة والتي قد تمثل لوحدها وعاءً انتخابيا، كما ذكر أحد المحللين السياسيين.
ولعلّ أهم الأسباب، جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية على النشاطات الاقتصادية والمشاريع الاقتصادية، التي انعكست بشكل كبير على القدرة الشرائية وهي «الترمومتر» الذي نقيس به الوضع المعيشي الذي يعتبره البعض عاملا أساسيا لفقدان الثقة لدى المواطنين بمؤسسات الدولة.
بالرغم النقائص والمشاكل التي ما تزال تلاحظ في جميع المستويات، غير أنه بالمقابل هناك مجهودات من قبل الدولة لتغيير الوضع إلى الأحسن، وهي تركز على إعادة ثقة المواطن بمؤسساتها، وذلك من خلال محاربة البيروقراطية التي تعد من أهم أسباب الإحباط لدى المواطنين عموما والشباب بوجه أخص، من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية، لاسيما تلك التي لها علاقة بالمؤسسات الخاصة والمصغرة، غير أن عامل الزمن مهم جدا، لأن تطبيق القرارات يبدو أنه يصطدم بصخرة التماطلات والعراقيل التي مايزال يفرضها «حكم المكاتب»، للأسف.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق