تؤكد مشاركة الجزائر في الطبعة الثالثة لقمة الشراكة تركيا-أفريقيا على مستوى رؤساء الدول و الحكومات، التي تحتضنها اسطنبول غدا السبت، الشراكة المميزة القائمة بين الجزائر وتركيا.
وتعكس مشاركة الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، في أشغال هذه القمة، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الطابع المميز للعلاقات الثنائية القائمة بين الجزائر وتركيا في شتى الميادين.
وتجسدت هذه الشراكة المميزة بين الجزائر وتركيا، اللتين تجمعهما معاهدة صداقة وتعاون منذ 2006، من خلال تكثيف الاستثمارات والمبادلات التجارية فضلا عن تعزيز المشاورات السياسية حول المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وللتذكير، كان الرئيس التركي طيب رجب أردوغان قد صرح، خلال زيارة الصداقة والعمل التي قام بها إلى الجزائر في يناير 2020، بأن بلاده “تعول على الجزائر لإنجاح قمة الشراكة تركيا-أفريقيا”، معتبرا أن الجزائر “أهم البوابات على المغرب العربي وافريقيا”.
وقد أفضى التعاون بين البلدين إلى توقيع عدة اتفاقات شراكة وتعاون ومذكرات تفاهم في مختلف القطاعات، لاسيما الطاقة والفلاحة والسياحة والتعليم العالي والثقافة والدبلوماسية والصحة والمؤسسات الناشئة.
من جهته، كان وزير الشؤون الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أكد خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر (أوت 2021) أن بلاده “ستواصل التعاون مع الجزائر من أجل توفير الأمن والاستقرار في كل المنطقة”.
على الصعيد الاقتصادي، من شأن الديناميكية التي أعطيت للمبادلات بين البلدين أن تفضي عن قريب الى عقد الدورة الأولى لمجلس التعاون المشترك رفيع المستوى، حيث تم اقرار تنظيمها من طرف الرئيسين تبون و اردوغان في يناير 2020.
وفي انتظار ذلك، قعدت الدورة ال11 للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-التركية في شهر نوفمبر الأخير بالجزائر العاصمة، لأجل تعزيز أكثر للتعاون والشراكة بين البلدين.
الجزائر تعتبر، من خلال مجموع هذه الاستثمارات المباشرة التركية، ثاني شريك لتركيا في افريقيا،بحيث أن تركيا قد استثمرت في مجال الاستثمارات المباشرة أكثر من 5 مليار دولار في الجزائر، سيما في قطاعات الحديد و المنتجات الكيميائية والنسيج والأدوية والبناء.
وفي مجال البناء والسكن، أنجزت الشركات التركية 550 مشروع – منشآت و سكن بقيمة 20 مليار دولار حتى اليوم في الجزائر، في حين بلغ عدد المؤسسات مع شركاء أتراك 1300.
وخلال سنة 2020 و بالرغم من جائحة كوفيد-19، تم إنشاء أزيد من 130 شركة تركية في الجزائر في مختلف المجالات.
وفي سنة 2020، جدد البلدان أيضا عقد يسمح للجزائر بتموين تركيا بالغاز الطبيعي المميع إلى غاية 2024، مما يسمح للجزائر أن تصبح الممون الأول لتركيا بالغاز الطبيعي المميع والممون الرابع بغاز البترول المميع.
وتشكل الشراكة بين سوناطراك والشركة التركية Renaissance لأجل انجاز المركب البتروكيماوي لإنتاج البروبيلان و البوليبروبيلان (PDH-PP) و مخطط الاستثمار للشركة التركية TOSYALI قدره 7ر1 مليار دولار أمريكي لأجل إنتاج الفولاذ المصفح في وهران، نماذج نجاح تحفز البلدين على البحث عن فرص جديدة للشراكة الرابحة-الرابحة.
وبالنظر لكثافة المبادلات والتعاون على جميع الأصعدة، تسهر كل من الجزائر وتركيا على الارتقاء بعلاقاتهما الى مصف الامتياز، علما بأن البلدان يتقاسمان علاقات تاريخية تتسم بالصداقة والتعاون متعدد الأشكال.