قرّرت دولة تشاد نشر ألف عسكري في مالي لتعزيز قواتها التي تحارب المجموعات الإرهابية هناك ضمن وحدات الأمم المتحدة «مينوسما»، وذلك في الوقت الذي تخفض فيه فرنسا من وجودها العسكري في منطقة الساحل الإفريقي».
وتشارك تشاد بقرابة 1400 عسكري في وحدات الأمم المتحدة البالغ قوامها 13 ألف عسكري والمتمركزة في شمال ووسط مالي، حيث تشكّل المجموعات الإرهابية تهديدا أمنيا كبيرا بالرغم من جهد القوات الدولية المستمر منذ 9 سنوات لمواجهتها.
ومن شأن العسكريّين التشاديين الإضافيين تعزيز القوات التشادية المشاركة في قوات حفظ السلام والقوات التشادية الأخرى في البلاد، في الوقت الذي تخفض فيه فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، قواتها المنتشرة في المنطقة والبالغ قوامها 5 آلاف عسكري ضمن مهمة برخان.
يبدو جلياّ أنّ الخطوة التشادية تهدف إلى ملء الفراغ الأمني، الذي سيترتّب عن تقليص الحضور العسكري الفرنسي في مالي وفي منطقة الساحل عموما، فالقوات التشادية توصف بأنّها الأكثر خبرة وكفاءة بين جيوش الساحل في قتال الجماعات الإرهابية في الصحراء الكبرى وحول بحيرة تشاد، سواء في النيجر أو مالي وحتى في الكاميرون، لهذا يتم الاستنجاد بها لتكون دائما في الصفوف الأمامية.
وقد تكون التعزيزات العسكرية التشادية في مالي مرحلية، إلى حين إيجاد جهة تحلّ محلّ فرنسا التي لم يعد وجودها مرحّبا به في المنطقة، فباريس تواجه في السّنوات الأخيرة موجة من الكراهية منقطعة النظير في غرب إفريقيا، ويزداد الاستياء من هذا المستعمر القديم الجديد، وترتفع النّداءات المطالبة بوضع محددات جديدة ومعالم توجه بوصلة علاقات فرنسا بإفريقيا على أسس تضمن السيادة والخروج من عباءة التبعية والاستقلال الفعلي لإفريقيا عن فرنسا الاستعمارية.
وقد زادت مشاعر الكراهية الشعبية تجاه فرنسا مع تصاعد الهجمات الإرهابية بمنطقة الساحل، ممّا دفع بالسكان إلى اتهام القوات العسكرية الفرنسية العاملة ضمن «برخان» صراحة بالتواطؤ مع الجماعات الدموية، فشعوب هذه المنطقة لم تعد تستوعب عجز الوجود العسكري الفرنسي بما يميزه من إمكانيات في ربح معركة الإرهاب على الرغم من مرور 9 سنوات عن انطلاقها.
وترتفع موجة الاستياء من باريس مع بروز تيار شبابي جديد بمنطقة غرب إفريقيا مشبع بأفكار قومية إفريقية، ترى في فرنسا قوة استعمارية أضرَّت بتنمية إفريقيا، وأعاقت نهضتها وسلبتها خيراتها وحريتها وسيادتها.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق