أشاد متدخلون في منتدى الذاكرة الذي نظمته، اليوم، جمعية مشعل الشهيد بالمكتبة الوطنية، بمناسبة الذكرى السادسة لوفاة المناضل الكبير حسين آيت أحمد، بهذه القامة التاريخية الذي نذر حياته لخدمة قضايا وطنية وشعبه في صفوف الحركة الوطنية في ريعان الشباب، كان من مخططي ومنظري الكفاح المسلح إبان الثورة.
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام للوزارة، أن الفقيد خلف بصماته الناصعة في تاريخ الجزائر من القيم والمبادئ التي تسير عليها الأجيال، وترك إسهاما تاريخيا أثرى بها المكتبة الوطنية من خلال مذكراته “روح الإستقلال، مذكرات مكافح 1942 – 1952”.
في هذا الصدد، أثنى الوزير على مثل مبادرات مشعل الشهيد مع مختلف شركاء القطاع والهادفة إلى استذكار رموز المقاومة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 في سبيل استرجاع السيادة الوطنية.
وقال الوزير: “اليوم نستذكر ذاكرة قامة من قامات الجزائر وقطبا من أقطاب الحركة الوطنية، ذلك المقاوم الذي نذر حياته لخدمة قضايا وطنية وشعبه أبلى البلاء الحسن في تأسيس قيادة المنظمة الخاصة “.
وأضاف: “ظل وفيا لخصاله وأخلاقه وفيا لمبادئه ملتزما بشرف النضال من أجل استرجاع السيادة للجزائر والعيش الكريم للشعب الجزائري”. مجددا التزام القطاع بالحفاظ على الذاكرة الوطنية وتسليط الضوء على مثل هذه القامات التاريخية التي نعتز ونفتخر بانتمائنا لهؤلاء الذين تركوا لنا إرثا كبيرا لا يستهان به”.
من جهته، قدم الباحث الدكتور جمال يحياوي قراءة في مذكرات آيت أحمد، الذي يذكر فيها الأشخاص والأماكن والأحداث دون إقصاء أحد.
وتحدث يحياوي عن ثلاثة انواع من المذكرات، الأولى كتبها أصحابها بروح عاشوها، وهذا النوع مميز ومفيد في كتابة التاريخ لأنه يقدم لنا نظرة عن الواقع السياسي والإجتماعي والعلمي، وهذا النوع ينطبق على مذكرات حسين آيت أحمد.
النوع الثاني يكون في شكل سير ذاتية، والنوع الثالث كتبها صحفي أو باحث يفتقد للروح ويبحث عن الإثارة.
وأوضح يحياوي أن مذكرات حسين آيت أحمد تطرقت إلى دور النخب والمرأة الجزائرية والعائلات البرجوازية التي ساندت الثورة، والصراع بين المركزيين والمصاليين.
ويشير يحياوي إلى أن الفقيد تحدث عن مصالي الحاج بكل موضوعية بالقول: “تأكدنا أن مصالي رجل المرحلة التاريخية لكنه ليس رجل المرحلة الثورية “.
وأبرز يحياوي أن آيت أحمد كان رجلا مثقفا يتقن 6 لغات، مضيفا أن المناضل تحدث في مذكراته عن العمق الصوفي ودور الزاوية الرحمانية في تكوينه ودور ثانوية بن عكنون الفرنكو-مسلمة في تكوين المناضلين، كما أنه يعطينا نظرة عن الأوضاع الاجتماعية التي كان يعيشها الجزائريون والأمراض التي كانت منتشرة والوفيات وطريقة التعليم، الزيارات والجنائز.
ويقول الباحث أن المذكرات تحدثت بالتفصيل عن محاولة تفجير الثورة في ماي بمنطقة القبائل.
وتحدث آيت أحمد عن دور بعض مناضلين نجهلهم، وتناولت المذكرات أيضا إستغلال المناضلين القياديين للحفلات لإلقاء الخطب الحماسية كي لا ينتبه لها الإستعمار، وعملية بريد وهران والتي سبقتها محاولة في شهر مارس ومؤتمر زدين حول اختيار العمل المسلح، والأزمة البربرية التي يقدم عنها تحليلا دقيقا.
يحياوي: مذكرات المرحوم مصدر مهم في كتابة التاريخ
أكد المحاضر أن مذكرات حسين آيت أحمد مصدر مهم في كتابة التاريخ الوطني تتضمن معطيات لا نجدها في جهة أخرى.
تناولت البعد الثقافي بالتركيز على التعليم العربي الحر ودوره في منطقة القبائل، والمكانة التي كانت عند الأشراف في المنطقة ومؤسسة الزوايا وغيرها.
وفي رد عن سؤال “ذاكرة الشعب” حول البعد الإنساني للرجل، أكد يحياوي أنه حاضر بقوة في مذكراته في علاقته مع عائلاته عندما يتحدث عن أمه وشقيقته وجنازة شقيقه والمناضلين.