اهتمام كبير منصب على وباء كورونا وشبه “إهمال” لما تخلفه حوادث المرور يوميا من ضحايا، مسجلة أرقاما تفوق في أحيان كثيرة تلك التي تسجلها حالات الوفاة بالفيروس الغادر، بالرغم من أن “إرهاب الطرق” تتدخل فيه يد الإنسان بشكل كبير.
لا يمر يوم إلا وتصدمنا أخبار عن ضحايا الطرق، مؤكدة أن السبب الرئيسي فيها هو الإنسان، بسبب الإفراط في السرعة، أي أنه فعل إرادي، بينما الإصابة بفيروس كوفيد لا يمكن أن يكون كذلك، ما عدا التهاون في أخذ الاحتياطات، فلماذا لا تتخذ إجراءات أكثر صرامة لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة التي تجعل الجزائر تتصدر قائمة الدول من حيث عدد ضحايا حوادث المرور؟؛ مرتبة ليتنا نتبوأها في مجالات أخرى تكون ذات فائدة للبلد.
السؤال الذي يبقى مطروحا، كما سبق أن قال “الشرطي المخفي” المرحوم العزوني، لماذا بقيت هذه الظاهرة بنفس الحدة لحد الآن ؟ هل لكون الحملات التحسيسية غير كافية ولا تؤدي المرجو منها، كما هو الحال بالنسبة لفيروس كورونا، وتثار هذه المقارنة نظرا “للمنافسة” الكبيرة بين الإثنين في عدد الضحايا من موتى ومصابين، أو أن الإجراءات الردعية غير كافية أو أنها كافية ولكنها لا تطبق بطريقة فعالة؟.
وتضاعف الدراجات النارية من أخطار الطريق، علما أن استعمالها يتنامى ويطبعها فوضى السير على الطريق وعدم احترام قانون المرور والسياقة بفوضوية. أكثر من هذا، يلاحظ عدم ارتداء الخوذة في أغلب الحالات، والأمر عندما ترى صاحب دراجة يقلّ شخصين، بالإضافة إلى أمتعة، فتراهم يتأرجحون يمينا وشمالا في الطريق السيار، لذلك يرتفع عدد الضحايا من ركاب هذه الدراجات من يوم لآخر.
صحيح أن الوضع الوقائي مقلق ويتطلب حيطة وحذراً أكثر، نظرا لما تخلفه الإصابة بالفيروس من حالات وفاة، إلا أن هناك أخطار أخرى لا تقل أهمية عن الوباء مثل الاختناقات بالغاز وإرهاب الطرق والتي تتطلب هي الأخرى إجراءات صارمة للحد منها.