توقع رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، محمد بقاط بركاني، في حوار مع «الشعب «تسجيل ارتفاع رهيب في عدد الإصابات بفيروس كورونا، بعد أسبوع، بسبب كثرة التجمعات في الأماكن العامة دون التقيد باحترام الإجراءات الوقائية، قائلا إنّ الجزائر في طريقها إلى ذروة الموجة الرابعة من الفيروس.
– «الشعب»: دخلنا الموجة الرابعة من فيروس كورونا ولكن لم نصل بعد إلى ذروة الإصابات، ما تفسيركم ؟
أعتقد أنّ منحنى الإصابات خلال هذه الموجة يتصاعد تدريجيا عكس ما حدث في الموجة الثالثة التي خلفت عددا كبيرا من الإصابات وبلغت الذروة في ظرف وجيز، الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى الإقبال بقوة على اللقاحات المضادة لمخاطر الفيروس، في أواخر شهر جويلية الماضي، قبل العودة إلى التراخي وتسجيل تراجع في وتيرة التلقيح على مستوى مراكز التلقيح بمجرد استقرار الحالة الوبائية في البلاد.
نلاحظ، إلى حدّ الآن، تزايدا في عدد الحالات دون بلوغ قمة الموجة وربما ذلك مرتبط بإصابة عدد كبير من الجزائريين بالفيروس، خلال الموجة السابقة، بنسبة تقارب 40 بالمائة وإمكانية اكتسابهم لمناعة طبيعية نجهلها، نظرا لعدم خضوع جميع المصابين لفحوصات الكشف عن الفيروس، إلى جانب تلقيح أزيد من 27 بالمائة، وهي عوامل ساهمت في الحد من مخاطر هذه الموجة وجعلت منحنى الإصابات يرتفع بشكل تدريجي الذي تجاوز، أمس، عتبة 300 إصابة لأول مرة.
– هل تعتقدون أنّ كثرة التجمعات، مؤخرا، سيؤدي إلى بلوغ قمة الإصابات؟
أتوقع أن نصل إلى الذروة بعد أسبوع أو 10 أيام كأقصى تقدير، بسبب التجمعات الحاشدة التي شهدتها جميع ربوع الوطن، في هذه الأيام الأخيرة، مع دخول الجزائر في موجة رابعة، صحيح أننا نجهل مدى خطورتها.
ولكن جميع المؤشرات الحالية تدل بأننا على موعد مع ذروة الإصابات، وهذا المنحنى التدريجي لن يدوم طويلا وسيصبح تصاعديا نظرا لعدم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الأماكن المزدحمة وعدم التحذير من كثرة التجمعات الحاشدة التي يمكن أن تنتج عنها كارثة صحية وتكرار نفس سيناريو الموجة الثالثة وربما أسوء بكثير.
– هل الجزائر مهددة بانتشار أكبر للسلالة الجديدة أوميكرون بعد تسجيل أول حالة؟
إنّ دخول المتحور الجديد» أوميكرون «إلى الجزائر يجعلنا مهددين بخطر تفشيه، في الأيام القادمة، بصفة أكبر باعتباره يتميز بسرعة الانتشار وخطورته، لم تتأكد، إلى حد الآن، وحسب بعض المعطيات والدراسات فإنّه أقل شدة وخطورة، ولكن لا يجب أن ننسى بأنّ جميع السلالات المتحورة تشكل تهديدا وخطرا على الصحة العمومية، خاصة المتغيرات والمتحورات المعروفة منها والتي تسببت في تسجيل العديد من الحالات الخطيرة التي استدعت العلاج بالأوكسجين، ما خلف أزمة كبيرة على مستوى جميع المصالح الطبية والتي نتمنى أن لا تتكرر في هذه الموجة، لأنّ أكثر ما يهمنا الآن أن تظل المستشفيات في حالة ارتياح دون ضغط.
– هل السلالات الجديدة تظهر بسبب نقص التلقيح؟ وما مدى فعالية اللقاحات ضد مخاطرها؟
صحيح أنّ ظهور السلالات المتحورة شائع في الدول التي تعاني من نقص في التلقيح ضد الفيروس ونسبة استفادة سكانها من اللقاح تكون ضئيلة غير كافية لتشكيل المناعة الجماعية، ويتسبب ذلك في استمرار تحور الفيروس وانتشاره على نطاق واسع، وسيبقى يشكل خطرا دائما على بقية البلدان التي سجلت تقدما في وتيرة التلقيح وتمكنت من بلوغ نسبة عالية واكتساب مناعة جماعية، ولكن بالرغم من ذلك ما تزال تصارع من أجل مكافحة انتشار المتحورات القادمة من بلدان فشلت في تحقيق الهدف الذي وضعته منظمة الصحة العالمية وتخلفت في بلوغ نسبة التلقيح المرجوة.
وبخصوص تأثير السلالات الجديدة على فعالية اللقاحات، أعتقد أنّ التلقيح يعد الخيار الوحيد للحد من مخاطر انتشار الفيروس ويتطلب ذلك الاستفادة من جرعات اللقاح التي تعزز المناعة وتجعله أكثر فعالية ضد المتحورات الجديدة، ولكن فيما يتعلق بالأخبار المغلوطة حول مدى سلامة اللقاحات، فيجب التصدي لها ومحاربتها، لأنّ كثرة الإشاعات عن فعالية وسلامة اللقاح أثرت على وتيرة التلقيح وجعلت الكثير من المواطنين يترددون في أخذه خوفا من الإصابة بآثار جانبية.
– ما هي أهم الإجراءات الاستباقية الواجب اتخاذها لتجنّب مخاطر الموجة؟
يجب أن يكون هناك تطبيق سريع للإجراءات الاحترازية لأنّ الفيروس المتحور لا ينتظر وينتشر بأقصى سرعة بين الأشخاص، من خلال الاستعداد لأيّ طارئ، خاصة ما تعلق بتوفير مكثفات الأوكسجين وأدوية تخثر الدم.